شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب خروج الصبيان إلى المصلى

          ░16▒ باب: خُرُوجِ الصِّبْيَانِ إلى الْمُصَلَّى.
          فيه: ابْن عَبَّاسٍ، قيل له: (أَشَهِدْتَ العِيدَ مَعَ النَّبيِّ صلعم؟ قالَ: نَعَم، وَلَوْلَا(1) مَكَانِي مِن الصِّغَرِ مَا شَهِدْتُه، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ) الحديثَ. [خ¦975]
          خروج الصِّبيان إلى المصلَّى إنَّما هو إذا كان الصَّبيُّ ممن يضبط نفسه عن اللَّعب ويعقل الصَّلاة، ويتحفَّظ ممَّا يفسدها، ألا ترى ضبط ابن عبَّاسٍ للقصَّة ولإتيانه صلعم النِّساء ووعظِهنَّ وأمرهِنَّ(2) بالصَّدقة، وأخذ بلال ذلك في ثوبه، فدلَّ ذلك على أنَّه كان ممَّن يعقل الصَّلاة وغيرها.
          وقال(3) المُهَلَّب: وقوله: (وَلَولَا مَكَاني مِنَ الصِّغَرِ ما شَهِدْتُهُ) يريد حين أتى النِّساء فوعظهنَّ، فذكر أنَّه شهد بذلك(4) معه صلعم، وقد تقدَّم هذا المعنى قبل هذا وترجم له: باب موعظة الإمام(5) النِّساء(6) يوم العيد، وزاد فيه: عن ابن جُريجٍ قلت لعطاء: أتُرى حقًّا(7) على الإمام أن يأتيهنَّ ويُذكِّرهنَّ؟ قال: إنَّه لحقٌّ عليهم ومالهم لا يفعلونه؟
          قال المؤلِّف: أمَّا إتيانه صلعم إلى(8) النِّساء ووعظهنَّ فهو خاصٌّ له عند العلماء لأنَّه أبٌ لهنَّ، وهم مجمعون أنَّ الخطيب لا تلزمه(9) خطبة أخرى للنِّساء ولا يقطع خطبته ليتمَّها عند النِّساء، وفائدة هذا الحديث الرُّخصة في شهود النِّساء والصِّبيان العيد. والفَتَخ خواتمُ بلا فصوص كأنَّها حلقٌ، الواحدة فَتْخة(10).


[1] في (ق): ((لولا)).
[2] في (ص): ((وأمَرَهُنَّ)) بضبط الحركات.
[3] في (م) و(ق): ((قال)).
[4] في (ق): ((يذكر أنه شهد ذلك)). في (م): ((ذلك)).
[5] قوله: ((الإمام)) ليس في (ق).
[6] في (م): ((للنساء)).
[7] قوله: ((حقًّا)) ليس في (ص).
[8] قوله: ((إلى)) ليس في (م).
[9] زاد في (م) و (ق): ((أن يحدث)).
[10] زاد في (م) و (ق): ((وكل جلجل لا يُجْرِس فهو فَتْخ)).