عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب من رد فقال عليك السلام
  
              

          ░18▒ (ص) بَابُ مَنْ رَدَّ فَقَالَ: عَلَيْكَ السَّلَامُ.
          (ش) أي: هذا بابٌ يُذْكَر فيه مَن ردَّ على المُسلِّم فقال: عليك السلام، وبدأ بالخطاب على المُسلِّم ثُمَّ ذكر لفظ: (السلام) وهذا الوجه الذي ذكره جاء في حديث عائشة في سلام جبريل عليها، وهي ردَّت بقوله: ◙ ، قدَّمت ذكر المسلَّم عليه ثُمَّ ذكرت السلام.
          وفيه أَوْجُهٌ أُخْرَى وهي (السلام عليك) في الابتداء والردِّ، و(السلام عليكم)، (وعليك السلام) بواو العطف، و(عليك) بغير لفظ (السلام)، و(عليك السلام رحمة الله)، و(السلام عليك ورحمة الله)، وقال بعضهم: يحتمل أن يكون _يعني: البُخَاريَّ_ أشار إلى ردِّ مَن قال غير: «عليك السلام».
          قُلْت: هذا تخمينٌ، فلا يُعَوَّل عليه، وإِنَّما وضع الترجمة في القول بـ(عليك السلام)، ولم يحصره على هذا؛ لأنَّ المذكور في ردِّ الملائكة: (السلام عليك) والمذكور في حديث الباب: (وعليك السلام) بواو العطف على ما يجيء عن قريبٍ، وجاء في القرآن تقديم السلام على اسم المُسَلَّم عليه، وهو قوله: {سَلَامٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ}[الصافات:130] و{سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ}[الصافات:120] وقال في قصَّة إبراهيم ◙ : {رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ}[هود:73] وفي «التوضيح»: وروى يحيى بن أبي كثيرٍ عن أبي سَلَمَةَ، عن أبي هُرَيْرَة ☺ مرفوعًا: «السلام اسمٌ مِن أسماء الله تعالى فأفشوه بينكم»، فإن صحَّ فالاختيار في التسليم والأدب فيه تقديم اسم الله تعالى على اسم المخلوق.
          (ص) وَقَالَتْ عَائِشَةُ ♦: و ◙ ورحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
          (ش) هذا التعليق طرفٌ مِن حديثٍ موصولٍ قد مضى عن قريبٍ في (باب تسليم الرجال على النساء).
          (ص) وَقَالَ النَّبِيُّ صلعم : «رَدَّ المَلَائِكَةُ عَلى آدَمَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله».
          (ش) هذا التعليق / قد مضى موصولًا في (أَوَّل كتاب الاستئذان) في (باب بدء السلام).