عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب التسليم والاستئذان ثلاثًا
  
              

          ░13▒ (ص) بَابُ التَّسْلِيمِ وَالاسْتِئْذَانِ ثَلَاثًا.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان أنَّ التَّسليم والاستئذان ينبغي أن يكون ثلاث مرَّاتٍ، سواء كانا مقترنين أو مفترقين، وقال المُهَلَّب: وذلك للمبالغة في الإفهام والإسماع، وقد أورد الله تعالى ذلك في القرآن، فكرَّر القِصَص والأخبار والأوامر؛ ليُفْهِمَ عبادَه أن يتدبَّر السَّامع في الثَّانية والثَّالثة ما لم يتدبَّر في الأولى، وليرسخ ذلك في قلوبهم، والحفظ إِنَّما هو بتكرير الدِّراسة للشَّيء المرَّة بعد المرَّة، وتكراره عَلَيه الصلاة والسَّلام بالكلمة يحتمل أن يكون تأكيدًا، وأن يكون علم أو شكَّ هل فُهِمَ عنه؟ فكرَّر الثَّانية فزاد الثَّالثة؛ لاستحبابه الوترَ.