الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}

          ░26▒ (باب: قول الله تعالى: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} الآية [البقرة:146])
          قال الحافظ: وجهُ دخول هذه التَّرجمة في أبواب علامات النُّبُوَّة مِنْ جهة أنَّه أشار في الحديث إلى حكم التَّوراة، وهو أمِّيٌّ لم يقرأ التَّوراة قبل ذلك، فكأنَّ(1) الأمر كما أشار إليه. انتهى.
          وكتب الشَّيخ في «اللَّامع»: دلالة الرِّواية على التَّرجمة مِنْ حيثُ إنَّهم كانوا قد تعاهدوا فيما بينهم أن يأتوا هذا النَّبيَّ صلعم، فإنْ أمرهم بالرَّجم أنكروه، وإن أمرهم بالجلد جلدوه، وإن(2) سألهم الرَّبُّ تبارك وتعالى يوم القيامة عن اكتفائهم بالجلد احتجُّوا بأنَّهم فعلوا ذلك بأمر رسوله ونبيِّه، وفيه دلالة على أنَّهم قد عرفوا ذلك، أي: كونَه نَبِيًّا. انتهى.
          قلت: ما أفاده الشَّيخ قُدِّس سرُّه واضح كما هو نصُّ رواية أبي داود، وبه يظهر المطابقة بين الحديث والتَّرجمة، وذكر القَسْطَلَّانيُّ أيضًا رواية أبي داود.


[1] في (المطبوع): ((فكانَ)).
[2] في (المطبوع): ((فإن)).