الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب صفة النبي صلعم

          ░23▒ (باب: صِفَة النَّبيِّ صلعم )
          أي: خَلْقه وخُلُقه، وأورد فيه أربعة وعشرين حديثًا، منها حديث أبي هريرة، وفيه قوله: (بُعِثْتُ مِنْ خَيْر قُرُون بَنِي آدَمَ قَرْنًا فقَرْنًا) إلى آخره، كتب مولانا محمَّد حسن المكِّيُّ في «تقريره»: هذا بيان لشرافة نسبه صلعم، يعني أنَّ القرون الَّتي هي خير مِنْ قرون بني آدم أنا منها، والقرن: طبقة النَّاس، وقوله: (قرنًا فقرنًا) يعني: أنا خير طبقتي، وأبي خير طبقته، وجدِّي خير طبقته، وأبُ جدِّي خير طبقته، وهكذا حتَّى تنتهيَ إلى آدم على نبيِّنا و╕. انتهى.
          والأوجَهُ عند هذا العبد الضَّعيف أنَّ هذا بيان لأفضليَّة طبقته صلعم، والمعنى أنَّه صلعم بُعِثَ في خير القرون باعتبار الابتداء، وكذا باعتبار الانتهاء، أمَّا باعتبار الابتداء فلأجل هذا الحديث، فإنَّ المعنى أنَّ القرون الماضية تَتَرقَّى إلى الخيريَّة قَرْنًا فقَرْنًا، فقد قالوا: إنَّ زمن آدم كان زمن الصِّبا، وزمن نوح كان زمن الشَّباب، وزمن إبراهيم زمن الكهولة، وزمن نبيِّنا صلوات الله وسلامه عليهم زمن المشيخة، وأمَّا باعتبار الانتهاء فبمقتضى الحديث المعروف الآتي في (باب: فضائل أصحاب النَّبيِّ صلعم): (خير القرون قَرْنِي ثمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) الحديث، فالغرض مِنْ حديث الباب: حديث أبي هريرة بيان أفضليَّة طبقته باعتبار الابتداء. انتهى مِنْ «هامش اللَّامع».