الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قصة الحبش

          ░15▒ (باب: قصَّة الحبَش)
          قال الحافظ: والحبَش هم الحَبَشة، يقال: إنَّهم ِمْن ولد حَبَش بن كُوش بن حَام بن نُوح، وهم مجاورون لأهل اليمن يقطع بينهم البحر، وقد غَلبوا على اليمن قبل الإسلام ومَلكُوها، وغزا أَبْرَهَةُ مِنْ مُلُوكِهم الكَعْبَة ومعه الفيل، وقد ذكر ابن إسحاق قصَّته مطولة، وأخرجها الحاكم، ثمَّ البَيْهَقيُّ مِنْ طريق قَابُوس بن أَبِي ظَبْيَان عن أبيه عن ابن عبَّاسٍ ملَخَّصَة، وإلى هذا القَدْر أشار المصنِّف بذكرهم في «مقدِّمة السِّيرة النَّبويَّة». انتهى مِنَ «الفتح».
          وقالَ العَينيُّ: لم يذكر في الباب مِنْ قصَّة الحَبَشة إلَّا شيئًا نزرًا، وذكر ابن إسحاق قصَّتهم مطوَّلة، فمَنْ أراد الوقوف عليها ، فليرجع إلى كتابه. انتهى.
          قوله: (يا بني أَرْفِدة) هو بفتح الهمزة وسكون الرَّاء وكسر الفاء اسم لجدٍّ لهم وقيل: معنى الأَرْفِدة الأُمَّة، وقد تقدَّم شيء مِنْ ذلك في أبواب العيدين.
          ثم قال الحافظ: وقد استدلَّ قوم مِنَ الصُّوفية بحديث الباب على جواز الرَّقص وسماع آلات الملاهي، وطعن فيه الجمهور باختلاف المقصدين، فإنَّ لعب الحبشة بحرابهم كان للتَّمرين على الحرب، فلا يحتجُّ به للرَّقص في اللَّهو، والله أعلم. انتهى مِنَ «الفتح». /