التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: لا يطرق أهله إذا بلغ المدينة

          ░16▒ بَابُ: لَا يَطْرُقُ أَهْلَهُ إذَا دَخَلَ المَدِينَةَ.
          1801- سَلَفَ حديث جابرٍ فيه في الباب قبله، وقد جاء فِي الحَدِيثِ بيان المعنى الَّذِي مِنْ أجله نهى عن هذا، وهو لكي تمتشط الشَّعِثَة وتستحدَّ المُغِيْبَة. كمَا أخرجه الشَّيخان مِنْ حَدِيثِه كراهية أنْ يهجم مِنْهَا على ما يقبح عنده اطَّلاعه عليه، فيكون سببًا إلى شَينها وبُغضها، فنبَّههم على ما تدوم به الألفة بينهم، وتتأكَّد المحبَّة، فينبغي لِمَنْ أراد الأخذَ بأدب نبيِّه أنْ يجتنب مباشرة أهله في حال البذاذة وغير النَّظافة، وألَّا يتعرض لرؤية عورةٍ يكرهها مِنْهَا، ألا ترى أنَّ الله تعالى أمرَ مَنْ لم يبلغ الحلم بالاستئذان في الأحوال الثَّلاثة في الآية، لَمَّا كَانَت هذه أوقات التجرُّد والخلوة خشية الاطِّلاع على العورات، وما يُكره النَّظر إليه، وعَنِ ابنِ عَبَّاسٍ أنَّه قال: آيةٌ لم يؤمن بها أكثر النَّاس، آية الإذن، وإنِّي لآمر جاريتي هذه أنْ تستأذن علَيَّ.