التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب يفعل في العمرة ما يفعل في الحج

          ░10▒ بَابٌ: يَفْعَلُ فِي العُمْرَةِ مَا يَفْعَلُ فِي الحَجِّ.
          1789- ذَكَرَ فيه حديثَ يَعْلى بْنِ أُمَيَّةَ فِي قِصَّةِ الجُبَّة بالخَلُوقِ وفي آخره: (وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ مَا تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ) وقد سَلَفَ في باب: غسل الخَلوق [خ¦1536].
          1790- وحديثَ هِشَامٍ عَنْ أَبِيه، أنَّه قال: (قُلْتُ لِعائشة _وَأَنَا يَومَئِذٍ حَدِيثُ السِّنِّ_: أَرَأَيتِ قَولَ اللهِ _تعالى_: {إِنَّ الصَّفَا والمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ} الآية [البقرة:158] فَلا أُرَى على أَحَدٍ شَيئًا أَلَّا يَطَّوَّفَ بِهِمَا...) الحديث.
          زَاد سُفْيَانُ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ: ((مَا أَتَمَّ اللهُ حَجَّ امْرِئٍ، وَلا عُمْرَتَهُ لَمْ يَطُفْ بَينَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ)).
          المراد _والله تعالى أعلمَ_ بِقوله: (وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ) مِنِ اجتناب المحرَّمات كما أسلفناه هناك [خ¦1536] ومِنْ أعمال الحجِّ إلَّا الوقوف، فلا وقوف فيها ولا رمي، وأركَانُها أربعةٌ: الإحرامُ والطَّواف والسَّعي والحلق أو التَّقصير، ولهذا قال هشامٌ: ((مَا أَتَمَّ اللهُ حَجَّ امْرِئٍ، وَلا عُمْرَتَهُ لَمْ يَطُفْ بَينَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ)).
          وَقوله: (وَأَنَا يَومَئِذٍ حَدِيثُ السِّنِّ) يريد أنَّه لم يكن بعدُ فَقُهَ، ولا عَلِمَ مِنْ سُننِ رسول الله صلعم ما يَتأوَّلُ به نصَّ الكتاب والسُّنَّة.