التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب أجر العمرة على قدر النصب

          ░8▒ بَابُ: أَجْرِ العُمْرَةِ على قَدْرِ النَّصَبِ.
          1787- ذَكَرَ فيه حديثَ القَاسِم وَالأسْوَدِ عَنْ عائشةَ قالت: يَا رَسُولَ اللهِ، يَصْدُرُ النَّاسُ بِنُسُكَينِ، وَأَصْدُرُ بِنُسُكٍ؟ فَقِيلَ لَهَا: ((انْتَظِرِي، فَإِذَا طَهُرْتِ، فَاخْرُجِي إِلَى التَّنْعِيمِ، فَأَهِلِّي بِالعُمْرَةِ ثمَّ ائْتِينَا مَكَانَ كَذَا، وَلَكِنَّهَا على قَدْرِ نَفَقَتِكِ أَو نَصَبِكِ)).
          هذا الحديث أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أيضًا. وأفعال البِرِّ كلُّها على قدر المشقَّة والنَّفقة، ولهذا استحبَّ الشَّافعيُّ ومالكٌ الحجَّ راكبًا، ومصداقُ ذَلِكَ في كتاب الله تعالى في قوله: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ} [التوبة:20]. وفي هذا فضل الغِنى، وإنفاقِ المال في الطَّاعات، ولِمَا في قمع النَّفس عن شهواتها مِنَ المشقَّة على النَّفس وعَدَ الله ╡ الصَّابرين، فقال جلَّ مِنْ قائلٍ: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيرِ حِسَابٍ} [الزمر:10].