شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب قول المريض: قوموا عني

          ░17▒ بابُ قَوْلِ المَرِيضِ قُوْمُوْا عَنِّيْ.
          فيه: ابنُ عبَّاسٍ: (لَمَّا حُضِرَ النَّبيُّ صلعم وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ النَّبيُّ صلعم: هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لا تَضِلُّوا بَعْدَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ النَّبيَّ صلعم قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ حَسْبُنَا كِتَابُ اللهِ، فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالاخْتِلافَ عِنْدَ النَّبيِّ صلعم قَالَ: قُومُوا...) الحديث. [خ¦5669]
          قال المؤلِّف: فيه مِن الفقه أنَّ المريض إذا اشتدَّ به المرض أنَّه يجوز أن يقول لزَوْرِه قوموا عنِّي ويأمرَهم بالخروج لينفرد بألطافِه ويمرضه مَن يخفُّ عليه مباشرتُه له مِن أهلِه وذوي رحمِه، ولا يعدُّ ذلك جفاء على الزَّائرين بل الجفاء منهم هو(1) طول الجلوس عند المريض إذا اشتدَّ مرضُه، والصَّواب لهم تخفيف القعود عنده وترك إحراجِه وأذاه، وقد تقدَّم الكلام في هذا الحديث(2) في كتاب العلم في باب كتابة العلم، وسيأتي في كتاب الاعتصام في باب النَّهي على التَّحريم إلا بما يعرف إباحتَه إن شاء الله تعالى(3).


[1] قوله: ((هو)) ليس في (ص).
[2] قوله: ((الكلام في هذا الحديث)) ليس في (ص).
[3] قوله: ((وسيأتي في كتاب... إن شاء الله تعالى)) ليس في (ص).