شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب فضل من يصرع من الريح

          ░6▒ بابُ فَضْلِ مَنْ يُصْرَعُ.
          فيه: ابنُ عبَّاس أنَّه قَالَ لِعَطَاء: (أَلا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتِ النَّبيَّ صلعم، فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللهَ لي، فقَالَ: إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ، فَقَالَتْ: أَصْبِرُ، فَقَالَتْ: إِنِّي أَنَكَشِفُ، فَادْعُ اللهَ لي(1) أَنْ لا أَنَكَشِفَ، فَدَعَا لَهَا). [خ¦5652]
          وَقَالَ عَطَاءٌ: أنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلْكَ امْرَأَةًٌ طَوِيلَةًٌ سَوْدَاءَ على سِتْرِ الْكَعْبَةِ.
          قال المؤلِّف: فيه فضل الصَّرع، وفيه أنَّ اختيار البلاء والصَّبر عليه(2) يورث الجنَّة، وأنَّ الأخذ بالشِّدَّة أفضل مِن الأخذ بالرُّخصة لمَن علم مِن نفسِه أنَّه يطيق التَّمادي على الشِّدَّة ولا يضعف عن التزامِها.


[1] قوله: ((لي)) ليس في (ص).
[2] قوله: ((عليه)) ليس في (ص).