شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب عيادة المغمى عليه

          ░5▒ بابُ عِيَادَةِ المُغْمَى عَلَيْهِ.
          فيه: جَابِر: (مَرِضْتُ مَرَضًا فَأَتَانِي النَّبيُّ صلعم يَعُودُنِي وَأَبُو بَكْرٍ وَهُمَا مَاشِيَانِ، فَوَجَدَانِي أُغْمِيَ عَلَيَّ فَأَفَقْتُ...) الحديث. [خ¦5651]
          الإغماء كسائر الأمراض تنبغي العيادة فيه تأسِّيًا بالنَّبيِّ صلعم وأبي بكر الصدِّيق ☺، وقولُه صلعم: ((عُوْدُوْا المَرِيْضَ)) يدخل في عمومِه جميع الأمراض، وفيه ردٌّ لما يعتقدُه عامَّة النَّاس أنَّه لا يجوز عندهم عيادة مَن مرض مِن عينيه وزعموا ذلك لأنَّهم يرون في بيتِه ما لا يراه هو، وحالة الإغماء أشد مِن حالة مرض العينين لأنَّ المغمى عليه يزيد عليه بفقد عقلِه، وقد جلس النَّبيُّ صلعم في بيت جابر في حالة إغمائِه حتَّى أفاق، وهو الحجَّة(1).
          وفيه أنَّ عائد المريض قد يطوِّل في جلوسِه عند العليل إذا رأى لذلك وجهًا.


[1] زاد في (ص): ((فيه)).