شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب عيادة الأعراب

          ░10▒ بابُ عِيَادَةِ الأَعْرَابِ.
          فيه: ابْنُ عبَّاسٍ: (أَنَّ النَّبيَّ صلعم دَخَلَ على أَعْرَابِي يَعُودُهُ، وَكَانَ النَّبيُّ صلعم إِذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ َقَالَ لَهُ: لَا بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللهُ، قَالَ: طَهُورٌ! كَلا بَلْ هِوَ حُمَّى تَفُورُ _أَوْ تَثُورُ_ عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ تُزِيرُهُ الْقُبُورَ(1)، فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صلعم: فَنَعَمْ إِذًا). [خ¦5656]
          قال المؤلِّف: عيادة الأعراب داخلة في عموم قولِه صلعم: ((وَعُوْدُوا(2) المَرِيْضَ)) إذ هم مِن جملة المؤمنين.
          قال المهلَّب: وفائدة هذا الحديث أنَّه لا نقص على السُّلطان في عيادة مريض مِن رعيَّته أو واحد مِن باديتِه ولا على العالم في عيادتِه الجاهل لأنَّ الأعراب شأنُهم الجهل كما وصفهم الله تعالى به(3)، ألا ترى ردَّ هذا الأعرابيِّ لقول النَّبيِّ صلعم وتهوينِه عليه مرضَه بتذكيرِه ثوابَه عليه فقال(4): (بَلْ هِيَ حُمَّى تَفُورُ عَلَى شَيخٍ كَبِير تُزِيرُهُ القُبُور) وهذا غاية الجهل، وقد روى مَعْمر عن زيد بن أسلم في هذا الحديث أنَّ النَّبيَّ صلعم حين قال للأعرابي: (فَنَعَمْ إِذًا) أنَّه مات الأعرابي، وسيأتي زيادة في الكلام في(5) هذا في باب ما يقال للمريض وما يجيب بعدُ إن شاء الله تعالى.


[1] في (ص): ((القبر)).
[2] في (ص): ((عودوا)).
[3] قوله: ((به)) ليس في (ص).
[4] زاد في (ص): ((له)).
[5] قوله: ((في الكلام)) ليس في (ص).