شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب وضع اليد على المريض

          ░13▒ بابُ وَضْعِ اليَدِ عَلَى المَرِيْضِ.
          فيه: عَائِشَةُ بِنْتُ سَعْدٍ: (أَنَّ أَبَاهَا قَالَ: تَشَكَّيْتُ بِمَكَّةَ فَجَاءَنِي النَّبيُّ صلعم يَعُودُنِي فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي أَتْرُكُ مَالًا...) الحديث، (ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ على جَبْهَتِهِ، ثُمَّ مَسَحَ وَجْهِي وَبَطْنِي، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، وَأَتْمِمْ لَهُ هِجْرَتَهُ). [خ¦5659]
          وفيه: عَبْدُ اللهِ: (دَخَلْتُ عَلَى النَّبيِّ صلعم وَهُوَ يُوعَكُ فَمَسِسْتُهُ بِيَدِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ لَتُوعَكُ...) الحديث. [خ¦5660]
          قال المؤلِّف: في وضع اليد على المريض تأنيس(1) له وتعرُّف لشدَّة مرضِه ليدعو له العائد على حسب ما يبدو له منه، وربَّما رقاه بيدِه ومسح على ألمِه فانتفع العليل به إذا كان عائدُه(2) صالحًا يُتبرَّك(3) بيدِه ودعائِه كما فعل النَّبيُّ صلعم، وذلك مِن حسن الأدب واللُّطف بالعليل وينبغي امتثال أفعال النَّبيِّ صلعم كلِّها والاقتداء به فيها.


[1] في (ص): ((تأنيساً)).
[2] في (ص): ((العائد)).
[3] في (ص): ((تبرك))