شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب: إذا أتاه خادمه بطعامه

          ░18▒ بَابُ إِذَا أَتَاهُ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ
          فيهِ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم: (إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ، فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَليُنَاوِلْهُ لُقْمَةً، أَوْ لُقْمَتَيْنِ، أَوْ أُكْلَةً، أَوْ أُكْلَتَيْنِ، فَإِنَّهُ وَلِيَ(1) عِلَاجَهُ). [خ¦2557]
          قالَ المُهَلَّبُ: هذا تفسيرُ أبي ذرٍّ(2) في التَّسوية بين العبدِ وبين سيِّده في المطعم والكسوة، أنَّه على سبيل الحضِّ والنَّدب والتَّفضُّل، لا على سبيل الإيجاب على السَّيِّد؛ لأنَّه لم يسوِّه في هذا الحديث بسيِّده في المؤاكلَةِ، وجعلَ إلى السَّيِّد الخيار في إجلاسه للأكل معه أو تركه، ثُمَّ حَضَّه على إنْ لم يأكل معه أنْ ينيله مِنْ ذلك الطَّعام الَّذي تعب فيه وشمَّه.


[1] في (ص) صورتها: ((كي)).
[2] في (ز): ((هذا الحديث يفسِّر قول أبي ذَرٍّ)).