عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب من لم يمسح جبهته وأنفه حتى صلى
  
              

          ░151▒ (ص) بَابُ مَنْ لَمْ يَمْسَحْ جَبْهَتَهُ وأنْفَهُ حَتَّى صَلَّى.
          (ش) أي: هذا بابٌ ترجمته: من لم يمسح... إلى آخره؛ يعني: لم يمسح جبهته وأنفه مِن الماء والطين اللَّذين أصابا جبهته وأنفه وهو في الصلاة حَتَّى صلَّى صلاته، ولكن هذا محمول على أنَّ ذاك كان قليلًا لا يمنع التمكُّن مِن السجود، فإذا لم يمنع السجود؛ يستحبُّ أن يتركه إلى أن يفرغ مِن صلاته؛ لأنَّ ذلك مِن باب التواضع لله تعالى، وحديث الباب يشهد بذلك.
          (ص) قَالَ أبُو عَبْدِ اللهِ: رَأيْتُ الحُمَيْدِيَّ يَحْتَجُّ بهَذَا الحَدِيثِ ألَّا يَمْسَحَ الجَبْهَةَ فِي الصَّلاةِ.
          (ش) (أَبُو عَبْدِ اللهِ) هو البُخَاريُّ نفسُه، و(الحُمَيْديُّ) بِضَمِّ الحاء، شيخه؛ وهو عبد الله بن الزُّبَير بن عيسى بن عبد الله بن الزُّبَير بن عُبيد الله بن حميد، الحُمَيْديُّ القرشيُّ المَكِّيُّ، روى عنه البُخَاريُّ في أَوَّل كتابه: (الأعمال بالنيَّات) وغير موضع.
          قوله: (بهَذَا الحَدِيثِ) أشار به إلى حديث الباب، وكأنَّ البُخَاريَّ أراد بإيراده ما نقله عن الحُمَيْديِّ: أنَّهُ يرى في ذلك ما رآه الحُمَيْديُّ، وإليه ذهب جماعةٌ مِنَ العلماء.