عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب حد إتمام الركوع والاعتدال فيه والاطمأنينة
  
              

          ░121▒ (ص) بابُ حَدِّ إتْمَام الرُّكُوعِ والاعْتِدَالِ فِيهِ والاطْمَأنِينَةِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان حدِّ إتمام الركوع والاعتدال فيه؛ أي: في الركوع.
          قوله: (والاِطْمَأنِينَة) بكسر الهمزة، وسكون الطاء، وبعد الألف نون مكسورة، ثُمَّ ياء آخر الحروف ساكنة، ثُمَّ نون أخرى مفتوحة، ثُمَّ هاء، كذا هو في رواية الأكثرين، وفي رواية الكُشْميهَنيِّ: <والطُّمَأنينة> بِضَمِّ الطاء، وهو الذي يُستعمَل، الذي ذكره أهل اللَّغة؛ لأنَّ لهذه اللفظة مصدران لا غير، يقال: اطمأنَّ الرجل اطمئنانًا وطمأنينةً؛ أي: سكن، وهو مُطمئِنٌّ إلى كذا، وكذلك: اطبأنَّ؛ بالباء المُوَحَّدة، على الإبدال، وهذا مِن مزيد الرُّبَاعيِّ، وأصله: طَمْأَنَ، على وزن (فَعْلَل)، فنقل إلى باب (افعللَّ) بالتَّشديد في اللَّام الأخيرة، فصار (اطمأنَّ)، وأصله: اطمأنن، فنُقِلت حركة النون الأولى إلى الهمزة، وأدغمت النون في النون؛ مثل: اقشعرَّ، أصله: اقشعْرَرَ، ورباعيُّه (قشعر).
          وإِنَّما ذُكِر لفظ (باب) هنا عند الكُشْميهَنيِّ، وفصَله عنِ الباب الذي قبله، وعند الباقين ليس فيه: <باب>، وإِنَّما الجميع مذكورٌ في ترجمة واحدة.