عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب الرجم في البلاط
  
              

          ░24▒ (ص) بَابُ الرَّجْمِ فِي الْبَلَاطِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان الرجم في البَلَاط، وفي رواية المُسْتَمْلِي: <بالبلاط> والباء فيه ظرفيَّةٌ أيضًا، وهو بكسر الباء وفتحها، وقد استُعْمِل في معانٍ كثيرةٍ على ما نذكره الآن، ولكنَّ المراد به ههنا: موضعٌ معروفٌ عند باب المسجد النبويِّ، وكان مفروشًا بالبلاط، يدلُّ عليه كلام ابن عمر في آخر حديث الباب، وزعم بعض الناس أنَّ المراد بالبلاط: الحجر الذي يُرجَم به؛ وهو ما يُفرَش به الدور، حَتَّى استشكلَ ابنُ بَطَّالٍ هذه الترجمة فقال: البلاط وغيره سواءٌ، وهو بعيدٌ؛ لأنَّ المراد بالبلاط مثل ما ذكرناه، وكذا قال أبو عُبَيدٍ البكريُّ: البلاط: موضعٌ بالمدينة بين المسجد النبويِّ والسوق، وقيل: يحتمل أن يُرادَ به عدم اشتراط الحفر للمرجوم؛ لأنَّ البلاط لا يتأتَّى فيه الحفر، وهذا أيضًا احتمالٌ بعيدٌ، وقد ثبت في «صحيح مسلمٍ»: أنَّهُ صلعم أمر فحُفِرَت لماعز بن مالكٍ حُفَيرةٌ فرُجِمَ فيها، وقال ياقوت الحَمَويُّ في «المشترك»: البَِلاط _بفتح أوَّله ويُكسَر_ قريةٌ بغوطة دمشق، وبلاط عوسَجة: حصنٌ مِن أعمال شَنْتَبَرِيَّة بالأندلس، والبلاط أيضًا: مدينةٌ خَرِبت، كانت قصبةَ كورةِ الحوار مِن نواحي حَلَب، والبلاط: موضعٌ بالقسطنطينيَّة كان مجلسًا للَاسرى أيَّام سيف الدولة بن حَمْدان، ذكره أبو فراسٍ في شِعره، وقال أيضًا: البلاط: موضعٌ بالمدينة، وهو موضعٌ مُبلَّطٌ بالحجارة بين مسجدِ رسول الله صلعم والسوقِ.