إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: هم الأخسرون ورب الكعبة

          6638- وبه قال: (حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ) قال: (حَدَّثَنَا أَبِي) حفص بن غياث النَّخعيُّ الكوفيُّ قال: (حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ) سليمان بن مهران الكوفيُّ (عَنِ المَعْرُورِ) بفتح الميم وسكون العين المهملة وراءين مهملتين بينهما واو ساكنة، ابن سويد الأسديِّ (عَنْ أبي ذرٍّ) جندب بنِ جنادة الأنصاريِّ ☺ ، أنَّه (قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ) صلعم (وَهُوَ يَقُولُ فِي ظِلِّ الكَعْبَةِ) كذا في «اليونينية»، وفي نسخة: ”وهو في ظلِّ الكعبة يقول“ (هُمُ الأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الكَعْبَةِ، هُمُ الأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الكَعْبَةِ) مرَّتين، وهذا موضع التَّرجمة. قال أبو ذرٍّ: (قُلْتُ: مَا شَأْنِي) ما حالي؟ (أَيُرَى) بضم التحتية (فِيَّ) بتشديد الياء (شَيْءٌ) أيظنُّ في نفسِي شيءٌ يوجب الأخسريَّة، وللأَصيليِّ وأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”أَيَرى“ بالتحتية المفتوحة، يعني: النَّبيَّ صلعم ”فيَّ“ _بتشديد الياء_ ”شيئًا“ (مَا شَأْنِي) ما حالي؟ (فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ) صلعم ‼ (وَهْوَ يَقُولُ: فَمَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَسْكُتَ، وَتَغَشَّانِي) بفتح الغين والشين المشددة المعجمتين (مَا شَاءَ اللهُ، فَقُلْتُ: مَنْ هُمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي) مفدَّي(1) (يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ) صلعم : (الأَكْثَرُونَ أَمْوَالًا إِلَّا مَنْ قَالَ: هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا) ثلاث مرَّات، أي: إلَّا من أنفقَ ماله أمامًا ويمينًا وشمالًا على المستحقِّين، فعبَّر عن الفعل بالقولِ.
          والحديث أخرجه البخاريُّ مقطَّعًا في «الزَّكاة» [خ¦1460] بلفظ: «انتهيتُ إلى النَّبيِّ صلعم فقال: والَّذي نفسِي بيدِه _أو: والَّذي لا إله غيره، أو كما حلفَ_، ما من رجلٍ يكون له إبلٌ أو بقرٌ أو غنمٌ لا يؤدِّي حقَّها إلَّا أَتى بهَا يوم القيامةِ...» الحديثَ.
          وأخرجه مسلم في «الزَّكاة»، والتِّرمذيُّ وقال: حسنٌ صحيحٌ.


[1] هكذا بالوجهين: مفدًّى، مَفْدِيٌّ.