إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب: هل يدخل في الأيمان والنذور الأرض والغنم والزروع والأمتعة

          ░33▒ هذا (بابٌ) بالتَّنوين: (هَلْ يَدْخُلُ فِي الأَيْمَانِ وَالنُّذُورِ الأَرْضُ وَالغَنَمُ وَالزُّرُوعُ) بلفظ الجمع، ولأبي ذرٍّ: ”والزُّرُع(1)“ (وَالأَمْتِعَةُ؟ وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: قَالَ عُمَرُ) ☺ (2)، فيما وصلَه المؤلِّف في «الوصايا» [خ¦2772] (لِلنَّبِيِّ صلعم أَصَبْتُ أَرْضًا) وكان بها نخلٌ، وعند أحمدَ من روايةِ أيُّوب: «أنَّ عمرَ أصابَ من يهود بني حارثةَ أرضًا يقال لها: ثَمْغ _بفتح المثلَّثة وسكون الميم بعدها غين معجمة_ أرضٌ تلقاء المدينة» (لَمْ أُصِبْ مَالًا قَطُّ أَنْفَسَ) أجودَ (مِنْهُ) والنَّفيسُ الجيِّد المغتَبط به، وسمِّي نفيسًا؛ لأنَّه يأخذُ بالنَّفس، وفيه(3) إطلاقُ المال على الأرضِ، فيُطلق على كلِّ متموَّلٍ، كما هو المعروفُ من كلام العرب، قال تعالى: {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ}[النساء:5] فلم يخصَّ شيئًا دونَ شيءٍ. وقال بعضُهم: هو العينُ كالذَّهب والفضةِ، وقيل غيرُ ذلك (قَالَ) النَّبيُّ صلعم لعمر بعد أن قال لهُ: فكيفَ تأمرني بهِ؟ كما في «الوصايا» [خ¦2772] (إِنْ شِئْتَ حَبَسْتَ) بالتَّخفيف، وفي «اليونينيَّة» بالتَّشديد؛ أي / : وقفت (أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ بِهَا) أي: بثمرِها.
          (وَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ) زيدُ بن سهل الأنصاريُّ ☺ ، ممَّا وصلهُ أيضًا في «الوصايا» [خ¦2769] (لِلنَّبِيِّ: صلعم أَحَبُّ أَمْوَالِي إِلَيَّ) بتشديد الياء (بَيْرُحَاءَ) بفتح الموحدة وسكون التَّحتية وضم الراء وفتحها، بالصَّرف، ولأبي ذرٍّ بعدمهِ، وفيها لغاتٌ أُخرى(4) كثيرة سبقت في «الزَّكاة» [خ¦1461] وهذا الاسم (لِحَائِطٍ لَهُ) فاللَّام للتَّبيين، كهي في نحو(5): {هَيْتَ لَكَ}[يوسف:23] والحائطُ: البستان (مُسْتَقْبِلَةَ المَسْجِدِ) أنّث باعتبارِ البُقْعة.


[1] في (ع): «الجمع».
[2] في (ع): «عنهما».
[3] في (د): «فيه».
[4] «أخرى»: ليست في (د).
[5] «نحو»: ليست في (د).