إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لأعطين الراية غدًا رجلًا يحبه الله ورسوله

          3702- وبه قال: (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ) بنُ سعيدٍ قال: (حَدَّثَنَا حَاتِمٌ) بالحاء المهملة وبالمثنَّاة الفوقيَّة، ابنُ إسماعيل الكوفيُّ (عَنْ يَزِيدَ) مِنَ الزِّيادة (بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ) مصغَّرًا بغير إضافةٍ إلى شيءٍ، مولى سلمةَ (عَنْ سَلَمَةَ) ابنِ الأكوع أنَّه (قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ) ☺ (قَدْ تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ صلعم فِي) غزوةِ (خَيْبَرَ، وَكَانَ بِهِ رَمَدٌ فَقَالَ: أَنَا أَتَخَلَّفُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلعم ) بسبب الرَّمد (فَخَرَجَ عَلِيٌّ، فَلَحِقَ بِالنَّبِيِّ صلعم ) بخيبرَ أو في أثناء الطريق (فَلَمَّا كَانَ مَسَاءُ اللَّيْلَةِ الَّتِي فَتَحَهَا اللهُ) أي: خيبرَ (فِي صَبَاحِهَا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ أَو لَيَأْخُذَنَّ الرَّايَةَ) بالشَّكِّ من الرَّاوي (غَدًا رَجُلًا) بالنَّصبِ مفعول لـ «أعطينَّ»، ولأبي ذَرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ: ”رجلٌ“ بالرَّفع على الفاعليَّة (يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، أَو قَالَ: يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ) محبَّةً حقيقيَّةً مستوفيةً لشرائِطِها (يَفْتَحُ اللهُ عَلَيْهِ) خيبرَ، ولأبي ذَرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”على يديه“، وفي «الإكليل» للحاكم: أنَّ النَّبيَّ صلعم بعث / أبا بكرٍ ☺ إلى بعض حصون خيبر، فقاتل ولم يكن فَتْحٌ، فبعث عمرَ ☺ فلم يكن فَتْحٌ (فَإِذَا نَحْنُ بِعَلِيٍّ) ☺ قد حضر (وَمَا نَرْجُوهُ) أي: ما نرجو قدومَه للرَّمد الذي به (فَقَالُوا): يا رسول الله (هَذَا عَلِيٌّ) قد حضر (فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللهِ صلعم ) زاد أبو ذَرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ: ”الرَّاية“ (فَفَتَحَ اللهُ) تعالى (عَلَيْهِ) خيبرَ.
          وهذا الحديث قد مرَّ في «الجهاد» في «باب ما قيل في لواء النبي صلعم » [خ¦2975].