إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: بينا أنا نائم رأيت الناس عرضوا علي وعليهم قمص

          3691- وبه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ بُكَيْرٍ) المخزوميُّ مولاهم المصريُّ، واسم أبيه: عبدُ الله قال: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) بنُ سعدٍ الإمامُ (عَنْ عُقَيْلٍ) بضمِّ العين، ابنِ خالدٍ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) محمَّدِ بنِ مسلمٍ الزُّهريِّ أنَّه (قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (أَبُو أُمَامَةَ) أسعد (بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ) بضمِّ الحاء مصغَّرًا (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ) سعدِ بنِ مالكٍ (الخُدْرِيِّ) بالدَّال المهملة ( ☺ ) أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يَقُولُ: بَيْنَا) بغير ميم (أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ) من الرُّؤيا الحلميَّة(1) على الأظهر أو البصريَّة، حالَ كونِهم (عُرِضُوا عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ) بضمِّ القاف والميم، جمع قميص، والواو للحال (فَمِنْهَا) أي: القُمُص (مَا) أي: الذي (يَبْلُغُ الثُّدِيَّ) بضمِّ المثلَّثة وكسر الدَّال المهملة وتشديد التَّحتيِّة جمع ثدي، ولغير أبي ذر: ”الثَّدْيَ“ بفتح فسكون على الإفراد (وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ) فلم يصل إلى الثَّدي (وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ) بنُ الخطَّاب ☺ (وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ اجْتَرَّهُ) بهمزة وصل وسكون الجيم، أي: لطوله (قَالُوا) أي: مَن حضر من الصحابة أو الصِّدِّيق كما يأتي إن شاء الله تعالى في «التَّعبير» [خ¦7008] [خ¦7009] (فَمَا أَوَّلْتَهُ) أي: عبَّرتَه (يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ): أوَّلتُه (الدِّينَ) لأنَّ الدِّينَ يشملُ الإنسان ويحفظهُ ويقيه المخالفات كوقاية الثوب وشموله، ولا يلزم منه أفضليَّةُ عُمرَ على أبي بكرٍ، فلعلَّ الذين عُرضوا لم يكن فيهم أبو بكر، وكونُ عمر عليه قميص يجترُّه(2) لا يستلزم ألَّا يكون على أبي بكر أطول منه.
          وهذا الحديث سبق في(3) «الإيمان» في «باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال» [خ¦23].


[1] في (م): «الحكمية».
[2] في (س): «يجرُّه».
[3] زيد في (ص): «باب».