إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ

          3680- وبه قال: (حَدَّثَنَا سَعِيدُ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ) هو سعيدُ بن الحَكَم بنِ محمَّدِ بن سالمِ بنِ أبي مريمَ الجُمحيُّ مولاهم المصريُّ قال: (أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ) بنُ سعدٍ الإمامُ (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (عُقَيْلٌ) بضمِّ العين، ابنُ خالدٍ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) محمَّدِ بنِ مسلمٍ الزُّهريِّ، أنَّه (قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ☺ قَالَ: بَيْنَا) بغير ميم (نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلعم إِذْ قَالَ: بَيْنَا) بغير ميم أيضًا (أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي) أي: رأيتُ نفسي (فِي الجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ) وُضوءًا شرعيًّا، ولا يلزمُ أن يكون على جهة التكليف، أو يؤوَّلُ بأنَّها كانت محافظة في الدنيا على العبادة، أو لغويًّا؛ لتزداد وَضاءَةً وحُسْنًا، وهذه المرأة هي أمُّ سُليمٍ، وكانت حينئذٍ في قيد الحياة (فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا القَصْرُ؟ قَالُوا) أي: الملائكة: (لِعُمَرَ فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ) بفتح الغين المعجمة، مصدر قولك: غار الرَّجلُ على أهله (فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا، فَبَكَى عُمَرَ) لمَّا سمع ذلك سرورًا به وتشوُّقًا إليه، وثبت قوله(1): «عمر» لأبوي ذَرٍّ والوقت (وَقَالَ: أَعَلَيْكَ أَغَارُ يَا رَسُولَ اللهِ؟!).
          وهذا الحديث سبق في «باب ما جاء في صفة الجنَّة» [خ¦3242].


[1] في (ص) و(م): «قول».