إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن في الجنة لشجرةً يسير الراكب في ظلها مائة سنة

          3252- 3253- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ) العوقيُّ _بفتح الواو وبعدها قافٌ_ قال: (حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ) الخزاعيُّ المدنيُّ قال: (حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ) العامريُّ المدنيُّ، وقد يُنسَب إلى جدِّه أسامة (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ) بفتح العين وسكون الميم، الأنصاريِّ النَّجَّاريِّ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ ، عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه (قَالَ: إِنَّ فِي الجَنَّةِ لَشَجَرَةً) اسمها طوبى، يُذكَر أنَّه(1) ليس في الجنَّة دارٌ إلَّا فيها غصنٌ من أغصانها (يَسِيرُ الرَّاكِبُ‼ فِي ظِلِّهَا) ناحيتها (مِئَةَ سَنَةٍ) زاد في الأولى [خ¦3251]: «لا يقطعها» (وَاقْرَؤُوْا إِنْ شِئْتُمْ: {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ}[الواقعة:30]) وعند ابن جريرٍ عن(2) أبي هريرة قال: «إنَّ(3) في الجنَّة / لشجرةً يسير الرَّاكب في ظلِّها مئة سنةٍ، اقرؤوا إن شئتم: {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ}» فبلغ ذلك كعبًا فقال: «صدق، والَّذي أنزل التَّوراة على موسى والفرقان على محمَّدٍ؛ لو أنَّ رجلًا ركب حِقَّةً أو جذعةً ثمَّ دار بأصل تلك الشَّجرة ما بلغها حتَّى يسقط هرمًا، إنَّ الله غرسها بيده، ونفخ فيها من روحه، وإنَّ أفنانها(4) لمن وراء سور(5) الجنَّة، وما في الجنَّة نهرٌ إلَّا وهو يخرج من أصل تلك الشَّجرة» وفي حديث ابن عبَّاسٍ موقوفًا(6) عند ابن(7) أبي حاتمٍ: «فيشتهي بعضهم ويذكر لَهْوَ الدُّنيا، فيرسل الله ريحًا من الجنَّة فتحرِّك تلك الشَّجرة بكلِّ لهوٍ في الدُّنيا» قال ابن كثيرٍ: أثرٌ غريبٌ وإسناده جيِّدٌ قويٌّ(8).
          (وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ) أي: قدره (فِي الجَنَّةِ خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ) في الدُّنيا من متاعها (أَو تَغْرُبُ) عليه.


[1] في (د): «أن».
[2] في (م): «عند» وهو تحريفٌ.
[3] «إنَّ»: ليس في (ص).
[4] في (م): «أغصانها».
[5] في (د): «أسوار».
[6] في (م): «مرفوعًا» وهو تحريفٌ.
[7] «ابن»: سقط من (د).
[8] في تفسير ابن كثير (13/368) زيادة: «حسن».