الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب خروج النار

          ░24▒ (باب: خُرُوج النَّار...) إلى آخره
          أي: مِنْ أرض الحجاز، ذكر فيه ثلاثة أحاديث، والمراد بالأشراط: العلامات الَّتي يُعْقِبُها قيام السَّاعة، وتقدَّم في (باب: الحشر) مِنْ كتاب الرِّقاق صفة حشر النَّار لهم، قاله الحافظ.
          وقال أيضًا: قوله: (حتى تخرج نار...) إلى آخره، قالَ القُرْطُبيُّ في «التَّذكرة»: قد خرجت نار بالحجاز بالمدينة المنوَّرة، وكان بدؤها زلزلة عظيمة في ليلة الأربعاء بعد العتمة الثَّالث مِنْ جمادى الآخرة سَنة أربع وخمسين وستَّ مئة، واستمرَّت إلى ضحى النَّهار يوم الجمعة فسكنت، وظهرت النَّار بقُريظة بطرف الحرَّة ترى في صورة البلد العظيم، عليها سور محيط عليه شراريف وأبراج ومآذن، وترى رجال يقودونها، لا تمرُّ على جبل إلَّا دكَّته وأذابته، ويخرج مِنْ مجموع ذلك مثلُ النَّهر أحمر وأزرق، له دويٌّ كدويِّ الرَّعد يأخذ الصُّخور بين يديه، وينتهي إلى محطِّ الرَّكب العراق، واجتمع مِنْ ذلك ردم صار كالجبل العظيم، فانتهت النَّار إلى قرب المدينة، ومع ذلك فكان يأتي المدينة نسيمٌ بارد، وشوهد لهذه النَّار غليان كغليان البحر، وقال لي بعض أصحابنا: رأيتها صاعدَة في الهواء مِنْ نحو خمسة أيَّام، وسمعت أنَّها رُئيت من مكَّةَ وجبال بصرى، قالَ النَّوويُّ: تواتر العِلم بخروج هذه النَّار عند جميع أهل الشَّام. انتهى.
          ومطابقة الحديث الثَّالث بالتَّرجمة يستفاد / مِنْ كلام الحافظ حيث قال: ولا مانع أن يكون ذلك عند خروج النَّار للمحشر. انتهى.