الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قول النبي: «الفتنة من قبل المشرق»

          ░16▒ (باب: قَول النَّبيِّ صلعم: الْفِتْنَةُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ)
          وفي «هامش المصريَّة»: أي: تأتي مِنْ جهته، لأنَّ أهله يومئذٍ أهلُ كفر. انتهى.
          قالَ الحافظُ: قد(1) ذكرت في شرح حديث أسامة في أوائل كتاب الفتن وجه الجمع بينه وبين قوله صلعم: ((إِنِّي لأَرَى مَوَاقِعَ(2) الْفِتَنِ خِلاَلَ بُيُوتِكُم)) وكان خطابُه ذلك لأهل المدينة. انتهى.
          وقالَ الحافظُ هناك: وإنَّما اختصَّت المدينة بذلك لأنَّ قتل عثمان ☺ كان بها، ثمَّ انتشرت الفتن في البلاد بعد ذلك، فالقتال بالجمل وبصفِّين(3) كان بسبب قتل عثمان، والقتال بالنَّهروان كان بسبب التَّحكيم بصِفِّين، وكلُّ قتال وقع في ذلك العصر إنَّما تولَّد عن شيء مِنْ ذلك، أو عن شيء تولَّد عنه، ثمَّ إنَّ قتل عثمان كان(4) أشدَّ أسبابه الطَّعنُ على أمرائه، ثمَّ عليه بتوليته لهم، وأوَّل ما نشأ ذلك مِنَ العراق، وهي مِنْ جهة المشرق، فلا منافاة بين حديث الباب وبين الحديث الآتي:(5) ((أنَّ الفتنة مِنْ قبل المشرق)). انتهى.
          قلت: وقد ورد في «سُنن أبي داود» في باب: خبر الجسَّاسة أنَّ الدَّجَّال في بحر الشَّام أو بحر اليمن، لا بل مِنْ قِبَل المشرق ما هو [ما هو] مرَّتين، وأومأ بيده قبل المشرق.


[1] في (المطبوع): ((وقد)).
[2] قوله: ((مواقع)) ليس في (المطبوع).
[3] في (المطبوع): ((وبالصفين)).
[4] قوله: ((كان)) ليس في (المطبوع).
[5] في (المطبوع): ((وبين حديث)).