الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قول النبي: لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

          ░8▒ (باب: قَول النَّبيِّ صلعم: لَاْ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ... إلى آخره(1))
          قالَ الحافظُ ☼: وفي الباب خمسة أحاديث، وترجم بلفظ ثالث، وتقدَّم بيان المراد به في أوائل كتاب الدِّيات وجملة الأقوال فيه ثمانية: أحدها: قول الخوارج: إنَّه على ظاهره، ثانيها: هو في المستحلِّين، ثالثها: المعنى كفَّارًا بحرمة الدِّماء وحرمة المسلمين وحقوق الدِّين، رابعها: تفعلون فِعلَ الكفَّار في قتل بعضهم بعضًا، خامسها: لابسين السِّلاح يقال: كَفَرَ دِرْعَهُ إذا لبس فوقها ثوبًا، سادسها: كفَّارًا بنعمة الله تعالى، سابعها: المراد: الزَّجر عن الفعل، وليس ظاهره مُرادًا، ثامنها: لا يُكَفِّر بعضكم بعضًا،كأن يقول أحد الفريقين للآخر: يا كافرُ، ويكفر أحدهما. ثمَّ وجدت تاسعًا وعاشرًا ذكرتهما في كتاب الفتن، كذا قالَ الحافظُ في كتاب الدِّيات، وقال هاهنا في كتاب الفتن: والتَّاسع: أنَّ المراد سَتْرُ الحقِّ، والكفرُ لغةً: السَّتْرُ، لأنَّ حقَّ المسلم على المسلم أن ينصره ويعينه، فلمَّا قاتله كأنَّه غطَّى على حقِّه الثَّابت له عليه، والعاشر: أنَّ الفعل المذكور يفضي إلى الكفر. انتهى مختصرًا.


[1] قوله: ((إلى آخره)) ليس في (المطبوع).