الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب: لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه

          ░6▒ (باب: لا يَأْتِي زَمَان إلَّا الَّذِي بَعْدَه شَرٌّ مْنِه)
          قالَ ابنُ بطَّالٍ: هذا الخبر مِنْ أعلام النُّبوَّة مِنْ إخباره صلعم بفساد الأحوال، وذلك مِنَ الغيب الَّذِي لا يُعلم بالرَّأي، وإنَّما يُعلم بالوحي. انتهى.
          وقد استُشكل هذا الإطلاقُ مع أنَّ بعض الأزمنة تكون في الشَّرِّ دون الَّتي قبلها، ولو لم يكن في ذلك إلَّا زمن عمر بن عبد العزيز وهو بعد زمن الحجَّاج بيسير، وقد اشتُهر الخير الَّذِي كان في زمن عمر بن عبد العزيز، بل لو قيل: إنَّ الشَّرَّ اضمحلَّ في زمانه لما كان بعيدًا فضلًا عن أن يكون شرًّا مِنَ الزَّمن الَّذِي قبله، وقد حمله الحسن البصريُّ على الأكثر الأغلب، وأجاب بعضهم أنَّ المراد بالتَّفضيل تفضيلُ مجموع العصر على مجموع العصر، فإنَّ عصر الحجَّاج كان فيه كثير مِنَ الصَّحابةِ في الأحياء، وفي عصر عمر بن عبد العزيز انقرضوا، والزَّمان الَّذِي فيه الصَّحابة خير مِنَ الزَّمان الَّذِي بعده لقوله صلعم: (خَيْرُ(1) الْقُرُونِ قرني) وهو في «الصَّحيحين»، وقوله: ((أَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ))، أخرجه مسلم. انتهى مِنَ «الفتح».


[1] في (المطبوع): ((وخير)).