الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب ما جاء في الغرس

          ░21▒ (باب: ما جاء في الغَرس)
          ذكر فيه حديث سهل بن سعد: (إن كنَّا لنفرح...) إلى آخره، وغرضه منه هاهنا قوله كنا: (نغرسها(1) في أربعائنا) وذكر فيه حديث أبي هريرة وغرضه منه قوله: (وإنَّ إخْوتي مِنَ الأنصَار كان يشغلهم...) إلى آخره، فإنَّ المراد [بالعمل] الشُّغل في الأراضي بالزِّراعة(2) والغرس(3). انتهى مِنَ «الفتح».
          وكتبَ الشَّيخ في «اللَّامع»: قوله: (ما(4) كنا نتغدَّى) فيه إشارة ما إلى وجه الالتذاذ وهو وجدانهم [إيَّاه] على السَّغَب والفاقة. انتهى.
          قلت: أجاد الشَّيخ قُدِّس سرُّه في دفع ما يمكن أن يُتَوهَّم مِنْ ظاهر اللَّفظ حرص الصَّحابة ♥ أعاذهم الله تعالى عن ذلك، فنبَّه الشَّيخُ على أنَّ الفرح كان لأجل الاحتياج، وكتبَ الشَّيخ أيضًا قوله: (وكان يَشغَلُهم عَمَلُ أموَالِهم) فيه التَّرجمة حيث عُلم باشتغال الصَّحابة فيه فضلُه، وبتقريره صلَّى الله عليه جوازُه. انتهى.
          وأمَّا براعة الاختتام عند الحافظ ففي قوله: (ما(5) نَسيتُ مِنْ مقَالتِه تِلكَ إلى يَومي هذا شيئًا) وعندي في قوله: (واللهُ المَوعِدُ)، وأيضًا في آية الكتمان، وأيضًا في قوله: (ليسَ عَليَّ ثَوبٌ غَيْرها) فإنه كَفَن الضَّرورة، فتدبَّرْ.
          تمَّ الجزء الثَّالث بحمد الله تبارك وتعالى ويتلوه الجزء الرَّابع، إن شاء الله تعالى. أوَّلُه كتاب المساقاة، والحمد لله أوَّلًا وآخرًا والصَّلاة والسَّلام على نبيِّه سرمدًا ودائمًا. / /


[1] في (المطبوع): ((نغرسه)).
[2] في (المطبوع): ((للزراعة)).
[3] فتح الباري: ج5/ص28 .
[4] في (المطبوع): ((وما)).
[5] في (المطبوع): ((وما)).