التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: أما ما ذكرت من صحبة رسول الله ورضاه

          3692- قوله: (فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَكَأَنَّهُ يُجَزِّعُهُ) أي: يزيل عنه / الجزع، وهو بضمِّ الياء وتشديد الزَّاي، ورواه الجرجانيُّ: وكأنَّه جزع، وهذا يرجع إلى حال عمر وبه يصحُّ الكلام.
          قوله: (يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَلَئِنْ (1) كَانَ ذَاكَ) دعاء أن لا يكون ما (2) يخاف منه من العذاب ونحوه، أو لا يكون الموت بهذه الطَّعنة وفي بعضها: (لَئِنْ كَانَ ذَلِكَ)، وفي بعضها: (وَلَا كُلُّ ذَلِكَ) وفي بعض روايات عن البخاريِّ (وَلَا يَحْلُّ ذَلِكَ) أي: لا يبالغ فيما أثَّر فيه من الجزع.
          قوله: (صَحِبْتَ أَبَا بَكْرٍ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ، ثُمَّ صَحَبَتَهُمْ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُمْ، وَلَئِنْ فَارَقْتَهُمْ) يعني المسلمين، كذا للمروزيِّ والجرجانيِّ، وعند غيرهما (ثمَّ صَحَبْتَ صَحَبَتَهُمْ) بفتح الصَّاد والحاء، يعني أصحاب رسول الله صلعم وأبي بكر، وتكون صحبته زائدة، والوجه الرِّواية الأولى، قاله عياض.
          قوله: (وَأَمَّا مَا تَرَى مِنْ جَزَعِي فَمِنْ أَجْلِكَ وَأَجْلِ أَصْحَابِكَ) لمَّا شعر من فتن تقع بعده فيهم.
          قوله: (وَاللهِ لَوْ أَنَّ لِي طِلاَعَ الأَرْضِ) هو بكسر الطَّاء المهملة وتخفيف اللَّام، أي: مثل ما تطلع عليه الشَّمس من الأرض _يعني وجهها_ يريد بذلك الخوف من التَّقصير فيما يجب عليه من حقوقهم أو من الفتنة بمدحهم، وما ذكرته من أنَّ طلاع الأرض ما طلعت عليه الشَّمس هو ما قاله ابن سيده.وقال الهرويُّ: ما يملأ الأرض حتَّى يطلع ويسيل.وقال الخطَّابيُّ: طلاعها ما يطلع عليها، ويشرق فوقها من الذَّهب.


[1] في الأصل:((ولا)).
[2] في الأصل: مكرر.