التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب ذكر معاوية

          ░28▒ (بَابُ ذِكْرِ مُعَاوِيَةَ).
          ابن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميَّة بن عبد شمس القُرشيُّ الأمويُّ أبو عبد الرَّحمن الخليفة، من (1) مسلمة الفتح، وأمُّه هند بنت عتبة بن ربيعة، وأبوه من مسلمة الفتح أيضًا، كان يكتب للنَّبيِّ صلعم الوحي، وقيل: لم يكن يكتب له شيئًا من الوحي إنَّما كان يكتب له كتبه، ولمَّا بعث أبو بكر الجيش إلى الشَّام سار معاوية مع أخيه يزيد، فلمَّا مات يزيد / استخلفه على عمله فأقرَّه عمر ثمَّ عثمان، وكان فيها أيضًا زمان خلافة عليٍّ، ولم يزل بها حاكمًا إلى أن مات، وذلك أربعون سنة، منها في أيَّام عمر أربع سنين أو نحوها، بُويِعَ له بالخلافة سنة إحدى وأربعين ببيت المقدس، وكانت أيَّامه تسع عشرة سنة وثمانية أشهر، كان يقول في آخر عمره: ليتني كنت رجلًا من قريش بذي طوى ولم ألي من هذا الأمر شيئًا.
          وكان عنده إزار رسول الله صلعم ورداؤه وقميصه وشيء من شعره وأظفاره، فقال: إذا متُّ كفِّنوني في قميصه وأزروني بإزاره وأدرجوني في رداءه واحشوا منخري وشدقي ومواضع السُّجود من شعره وأظفاره وخلُّوا بيني وبين أرحم الرَّاحمين.
          وهو أوَّل من عهد إلى ولده بالولاية بعده، له عن رسول الله صلعم مائة حديث وثلاثة وستُّون حديثًا، اتَّفق الشَّيخان عنه في أربعة أحاديث بعضها يجمع حديثين، وانفرد البخاريُّ بأربعة أحاديث بعضها معلَّق، وانفرد مسلم بخمسة أحاديث، مات بدمشق في رجب سنة ستِّين عن ثمان وسبعين سنة.


[1] صورتها في الأصل:((ابن)).