التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث أبي هريرة: لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون

          3689- قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ) بزاي (1) وعين مهملة مفتوحات.
          قوله صلعم : (لَقَدْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ نَاسٌ مُحَدَّثُونَ) بتشديد الدَّال جمع محدَّث، وهو الرَّجل الصَّادق الظَّنِّ.قال التُّوْربشْتيُّ: وهو في الحقيقة من أُلقِيَ في روعه شيء من قِبَلِ الملأ الأعلى فيكون كالذي حُدِّثَ به.
          قوله: (كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ مُكَلَّمُونَ) أي: تُكلِّمُهم الملائكة.قال النَّوويُّ: اختلفوا في المراد بالمحدَّثين فقال ابن وهب: مُلهمُون، وقيل: مُصيبُون إذا ظنُّوا فكأنَّهم حُدِّثُوا بشيء فظنُّوه، وقيل: يُكَلِّمُهم المَلَك، وقيل: يجري الصَّواب على ألسنتهم.
          قوله: (فَإِنْ يَكُ فِيْ أُمَّتِي أَحَدٌ فَعُمَرُ) ليس لفظ (إِنْ يَكُ) للشَّكِّ فإنَّ أمَّته أفضل الأمم، وإذا كان موجودًا في غيرهم من الأمم فبالحريِّ أن يكون في هذه الأمَّة أكثر عددًا وأعلى مرتبة، وإنَّما ورد (إِنْ يَكُ) مورد التَّأكيد والقطع به، ولا يخفى على ذوي الفهم محمله، يقول الرَّجل: إن يكن لي صديق ففلان، يريد بذلك اختصاصه بالكمال في صداقته لا نفي الأصدقاء.


[1] في الأصل:((وزاي)).