التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب مناقب الزبير بن العوام

          ░13▒ (بَابُ مَنَاقِبِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ).
          ابن خويلد بن أسد بن عبد العزَّى بن قصيٍّ الأسديُّ أبو عبد الله، حواريُّ رسول الله صلعم وابن عمَّته صفيَّة وأحد العشرة وابن أخي خديجة بنت خويلد، رابع في الإسلام، وأوَّل من سلَّ سيفًا في سبيل الله، ونقل ابن الملقِّن أنَّه أوَّل من استحقَّ السَّلب في الإسلام، وأنَّ الملائكة نزلت على زِيِّهِ (1) يوم بدر، وكان له ألف مملوك يستغلُّ خراجهم كلَّ يوم ويتصدَّق به، أسلم وهو ابن ستَّ عشرة سنة.انتهى.
          ترك القتال يوم الجمل وانصرف فلحقه جماعة من الغزاة فقتلوه بوادي السِّباع بناحية البصرة شهيدًا سنة ستٍّ وثلاثين وهو ابن أربع وستِّين سنة، تولَّى قتله ابن جرموز، يلتقي الزُّبير مع رسول الله صلعم في قصيٍّ، قال عليُّ ☺: سمعت النَّبيَّ صلعم يقول: ((قَاتِلُ ابْنِ صَفِيَّةَ فِي النَّارِ)) قال الدَّاوديُّ: لا أعلم رجلًا جمع له النَّبيُّ صلعم في التَّفدية بين أبويه إلَّا الزُّبير وسعد ابن أبي وقَّاص، كان يقول له: ((اِرْمِ فِدَاكَ أَبِيْ وَأُمِّيْ)) وإنَّما كان يقول لغيرهما: ((فداك أبي)) أو ((فدتك أمي)).
          للزُّبير عن رسول الله صلعم ثمانية وثلاثون حديثًا، اتَّفق الشَّيخان عنه في حديثين، وانفرد البخاريُّ بسبعة أحاديث بعضها موقوف.
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ حَوَارِيُّ النَّبيِّ صلعم ، وَسُمِّيَ الحَوَارِيُّونَ لِبَيَاضِ ثِيَابِهِمْ) الحواريُّ بتخفيف الواو وتشديد الياء لفظ مفرد ومعناه النَّاصر، وقال الخالص الصَّافي، ومنه الحواريِّون أصحاب عيسى ◙ ، أي: خلصاؤه وأنصاره، وأصله من التَّجويد، وقيل: التَّبييض، قيل: إنَّهم كانوا قصَّارين يحوِّرون الثِّياب، أي: يبيِّضونها.قال الأزهريُّ: الحواريُّون خلصاءُ (2) الأنبياء، وتأويله: الذين أُخلِصُوا / ونُقُّوا من كلِّ عيب، فإن قلت: الصَّحابة كلُّهم أنصار رسول الله صلعم وخلصاؤه فلم خصَّص الزُّبير وما وجه تخصيصه؟ أجاب الكِرْمَانِيُّ بأنَّ هذا قاله رسول الله صلعم حين قال يوم الأحزاب من يأتيني بخبر القوم ثلاث مرَّات، ولم يجبه في كلِّها إلَّا الزُّبير، ولا شكَّ أنَّه في ذلك نصره نصرًا زائدًا على غيره.


[1] في الأصل: غير واضحة.
[2] في الأصل:((خلصات)).