التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة

          3679- قوله صلعم : (رَأَيْتُنِي) بالضَّميرين للمتكلِّم، وهو من خصائص أفعال القلوب.
          قوله: (فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ) هي بضمِّ الرَّاء وبالصَّاد المهملة والمدِّ مصغَّر، هي أمُّ سليم وأمُّ أنس بن مالك وامرأة أبي طلحة.قال الدَّارقطنيُّ: ويُقَالُ بالسِّين، وذكرها البخاريُّ (الرُّمَيْصَاءُ) وذكرها مسلم الْغُمَيْصَاء بالغين المعجمة، قال أبو عمر بن عبد البرِّ في أمِّ سليم: هي الرُّميصاء والْغُمَيْصَاء، وقيل: المشهور فيها الرَّاء، وأمَّا بالغين المعجمة فأختها أمُّ حرام بنت مِلحَان.وقال أبو داود: الرُّميصاء أخت أمِّ سليم من الرَّضاعة، وهو وهمٌ والأوَّل الصَّواب، وذكر أبو داود في حديث معمر في غزو البحر أنَّ أخت أمِّ سليم الرُّميصاء، قيل: هو من رمص العين، وقيل: هو انكسار في العين، وقيل: دقَّة وعور.
          قوله: (وَسَمِعْتُ خَشَفَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: بِلاَلٌ) هي بفتح / الخاء المعجمة وإسكان الشِّين المعجمة أيضًا الحسُّ والحركة، وقيل: حركة وقع القدم، قال القاضي: هي الصَّوت ليس بالشَّديد، قاله أبو عبيد، وقال الفرَّاء: هو الصَّوت، وبتحريك الشِّين الحركة.
          قوله: (وَرَأَيْتُ قَصْرًا بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ) الغيرة بالفتح المصدر، كقولك: غار الرَّجل على أهله غيرة، والفناء بالمدِّ وهو ما امتدَّ مع القصر من جوانبه من خارج، قال الدَّاوديُّ: وقد يُقَالُ للقصر نفسه الفناء.
          قوله: (فَقَالَ عُمَرُ: بِأَبِي وَأُمِّي) أي: أنت مفديٌّ بهما.
          قوله: (أَعَلَيْكَ أَغَارُ) (1) إن قلت: القياس أن يُقَالُ أمنك أو بك أغار، وأجاب الكِرْمانيُّ: بأنَّ لفظ عليك ليس متعلِّقًا بقوله: (أَغَارُ) بل معناه مُستعليًا عليك أغار عليها، مع كون القياس ذلك ممنوع ولا محذور فيه، وفيه أنَّ الجنَّة مخلوقة الآن وهو مذهب أهل السُّنَّة.


[1] في الأصل:((الغار)) والمثبت هو الصَّواب.