التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو

          3664- قوله: (بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ) قال الخطَّابيُّ: هي البئر تُحفَرُ فيُقلَبُ ترابها قبل أن تُطوَى، وتُذكَّرُ وتُؤنَّثُ، قاله الجوهريُّ، وقال أبو عبيد: هي البئر العاديَّة القديمة، تُذكَّرُ فإذا طُوِيَتْ فهي الطُّوى.
          قوله: (ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ وَنَزَعَ مِنْهَا ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ) قال النَّوويُّ: ليس فيه حطٌّ لمنزلته ولا إثبات فضيلة لعمر عليه، وإنَّما هو إخبار عن مدَّة ولايتهما وكثرة انتفاع النَّاس في ولاية عمر لطولها ولامتناع الإسلام وفتح البلاد وحصول الأموال والغنائم.وفي قوله: صلعم : ((فَنَزَعْتُ مِنْهَا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ)) إشارة إلى أنَّه الخليفة بعده.
          قوله: (وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ ضَعْفَهُ) ليس فيه نقص له ولا إشارة إلى ذنب، وإنَّما هي كلمة يُزيِّنُ بها المسلمون كلامهم، وقد جاء في «صحيح» مسلم أنَّها كَلِمَةٌ كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَقُوْلُوْنَهَا: افْعَلْ كَذَا وَاللهُ يَغْفِرُ لَكَ.أي: ولا / يريدون أنَّ ثمَّ ذنب يُغفَرُ، مثل ما يجري على ألسنتهم: عقرى حلقى ولا يقصدون بذلك الدُّعاء.
          قوله: (ثُمَّ اسْتَحَالَتْ غَرْبًا) الغَرْبُ الدَّلو أكبر من الذَّنُوب والذَّنُوب الدَّلو العظيمة، ولا يُقَالُ لها: ذنوب إلَّا وفيها الماء كما قاله ابن عزير، وقال الجوهريُّ: المملوءة، وعن ابن السِّكيت التي فيها قريب من المليء فإن لم يكن فيها ماء فلا تُسمَّى ذَنُوْبًا.
          قوله: (فَأَخَذَهَا ابْنُ الخَطَّابِ فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا) العبقريُّ كلُّ شيء يبلغ النِّهاية.
          قوله: (حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ) أي: حتَّى رووا إبلهم فأبركوها وضربوا لها عطنًا، وهو مبرك الإبل بعد أن شربت لتشرب عللًا بعد نهلٍ.وتقدَّم الحديث بشرحه قريبًا.