التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: أنت مع من أحببت

          3688- قوله: (عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبيَّ صلعم عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟) الحديث.
          قال ابن بَشْكُوَال: الرَّجل _إن شاء الله_ هو أبو موسى الأشعريُّ أو أبو ذرٍّ، واحتجَّ لذلك بحديثين لا حجَّة له فيهما: أحدهما: حديث أبي موسى: (قلت: يا رسول الله المرء يحبُّ القوم ولم يلحق بهم، فقال رسول الله صلعم : ((المرء مع من أحبَّ)) وحديث أبي ذرٍّ: (قلت: يا رسول الله الرَّجل يحبُّ القوم ولا يستطيع أن يعمل بعملهم، قال: ((يا أبا ذرٍّ أنت مع من أحببت)).
          وإنَّما كان كذلك لأنَّ أبا نعيم حدَّث عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي موسى عن النَّبيِّ أنَّه قيل له: رجل يحبُّ القوم ولم يلحق بهم قال: ((المرء مع من أحبَّ)) رواه عمر بن علي بن جرير الطَّائيُّ عن أبي نعيم الفضل بن دُكين بالسَّند المذكور، وحديث أبي موسى بالسَّند المذكور في باب علامة الحبِّ في الله من كتاب الأدب من «الصَّحيح».
          قوله: (قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: فَأَنَا أُحِبُّ رَسُولَ اللهِ صلعم وَأَبَا (1) بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ) فإن قلت: درجاتهم متفاوتة فكيف يكون أنس في درجة النَّبيِّ صلعم ومعه، قال الكِرْمانيُّ: المراد المعيَّة في الجنَّة، أي: أرجو أن أكون في دار الثَّواب لا العقاب ونحن / أيضًا نحبُّهم ونرجو ذلك من فضل الله ورحمته.


[1] في الأصل:((وأبو)).