التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونه

          3651- قوله: (عَنْ عَبِيدَةَ) بفتح العين المهملة وكسر الموحَّدة وبمثنَّاة من تحت ودال مهملة وهاء، هو السَلْمَانيُّ بفتح السِّين المهملة وإسكان اللَّام، الإمام العَلَمُ عبيدة بن عمرو، وقيل ابن قيس، كاد أن يكون صحابيًّا، أسلم زمن فتح مكَّة باليمن، تُوفِّيَ سنة اثنتين أو سنة ثلاث وسبعين.
          قوله: (ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ) إن قيل: هذا دور، قلت: المراد بيان حرصهم / على الشَّهادة وترويجها، يحلفون على ما يشهدون به، فتارة يحلفون قبل أن يأتوا بالشَّهادة وتارة يعكسون، أو هو مثل في سرعة الشَّهادة واليمين وحرص الرَّجل عليهما حتَّى لا يدري بأيِّهما يبتدئ، فكأنَّهما متسابقان لقلَّة مبالاته بالدِّين.
          قوله: (قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَكَانُوا يَضْرِبُونَنَا عَلَى الشَّهَادَةِ وَالعَهْدِ وَنَحْنُ صِغَارٌ) أي: لم نبلغ حدَّ التَّفقُّه وإن كانوا بلغوا الحلم.قال المهلَّب: والمراد بالشَّهادة قول الرَّجل: أشهد بالله ما كان كذا، على معنى الحلف فكره ذلك كما يكره الحلف وإن كان صادقًا.وإبراهيم هو النَّخَعِيُّ، وقال بعضهم: معناه يضربوننا على الجمع بين اليمين والشَّهادة، والمراد يضربوننا ضرب التَّأديب ويأمروننا بالانكفاف عنهما والاحتياط فيهما وعدم الاستعجال بهما، أي: بالشَّهادة والحَلِفِ.