التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب مناقب زيد بن حارثة

          ░17▒ (بَابُ مَنَاقِبِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ).
          ابن شَرَاحِيْلَ أبو أسامة القُضَاعيُّ بضمِّ القاف وتخفيف الضَّاد المعجمة وبعين مهملة، خَرَجَت به أمُّه وهو ابن ثمان سنين تزور قومها، فأُغِيرَ عليهم فاحتملوا زيدًا وباعوه بسوق عكاظ، فاشتراه حكيم بن حزام لخديجة بأربعمائة درهم، فلمَّا تزوَّجها رسول الله صلعم وهبته له ثمَّ اتَّصل خبره بأبيه فجاء في طلبه، فخيَّره رسول الله صلعم بين المُقَام عنده والرُّجوع إلى أهله فاختار رسول الله صلعم على أهله فتبنَّاه رسول الله صلعم وزوَّجه حاضنته أمَّ أيمن بركة فولدت له أسامة.
          ومن فضائله ☺ أنَّه لم يُسَمَّ رجل (1) في القرآن غير نبيٍّ باسمه سواه، وذلك في قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا}[الأحزاب:37] إلَّا ما ورد في بعض التَّفاسير أنَّ السِّجلَّ في قوله تعالى: {كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} (2) [الأنبياء:104] اسم رجل كان يكتب للنَّبيِّ صلعم .
          قُتِلَ زيد في غزوة مؤتة _بضمِّ الميم وسكون الواو وفتح المثنَّاة من فوق_ موضع بأطراف الشَّام، أميرًا للجيش، لزيد ولايته صحبة (3) كذا قال العلائيُّ، وشَرَاحِيْل: في نسبه بشين معجمة وحاء مهملة.
          قوله: (بَعَثَ النَّبيُّ صلعم بَعْثًا _أي جيشًا_ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمَارَتِهِ) يُقَالُ: طعن بالرَّمح وباليد يطعن بالضَّمِّ، وطعن في العرض والنَّسب يطعن / بالفتح، وقيل: هما لغتان فيهما.


[1] في الأصل:((رجلاً)).
[2] في الأصل:((للكتاب)).
[3] في الأصل: هنا الكلام ركيك، ولعل فيه سقطاً قبلها هو: ولجده، فتصبح: ولجده صحبة.