التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب مناقب عمار وحذيفة

          ░20▒ (بَابُ مَنَاقِبِ عَمَّارٍ وَحُذَيْفَةَ).
          أمَّا عمَّار _فبعين مهملة مفتوحة وميم مشدَّدة_ هو أبو اليقظان عمَّار بن ياسر _ضدُّ العاسر_ ابن مالك بن كنانة العَنَسِيِّ _بنون ساكنة بين عين وسين مهملتين_ نسبة إلى عنس بن مالك بن أُدَدٍ في مَذْحِجٍ، أسلم قديمًا وكان من المستضعفين الذين عُذِّبُوا بمكَّة ليرجع عن الإسلام، هاجر الهجرتين وصلَّى إلى القبلتين، مولى بني مخزوم أحد السَّابقين البدرييِّن، له عن رسول الله صلعم اثنان وستُّون حديثًا، اتَّفق الشَّيخان عنه في حديثين وانفرد البخاريُّ بثلاثة أحاديث وانفرد مسلم بحديثٍ واحد وفضلٍ (1) في أثناء حديث لأبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري.
          قُتِلَ شهيدًا بصفِّين في صفر، وقيل: في ربيع الأوَّل سنة سبع وثلاثين وقد جاوز التِّسعين سنة، وأمُّه سميَّة عُذِّبَتْ في الله وهي (2) أوَّل شهيد في الإسلام، طعنها أبو جهل بحربة في قبلها، وأمَّا حذيفة فهو أبو عبد الله حذيفة بن اليمان، واسم اليمان حِسْلُ بكسر الحاء المهملة وإسكان السِّين، وقيل: حُسَيْل بضمِّ الحاء وفتح السِّين المهملة مصغَّر، وقيل: بفتح الحاء ابن جابر بن أسد، ويُقَالُ: جابر بن عمر، والعَبسيُّ بعين وسين مهملتين بينهما موحَّدة نسبة إلى عبس، وحذيفة حليف / بني عبد الأشهل وهو صاحب السِّرِّ الذي لا يعلمه غيره، منعه وأباه من شهود بدر استحلاف المشركين لهما، له عن رسول الله صلعم مائتا حديث وخمسة وعشرون حديثًا، اتَّفق الشَّيخان عنه في اثني عشر حديثًا، وانفرد البخاريُّ بثمانية أحاديث، وانفرد مسلم بسبعة عشر حديثًا، مات سنة ستٍّ وثلاثين على الأصحِّ، وإنَّما سُمِّيَ والد حذيفة باليمان لأنَّه أصاب دمًا في قومه وهرب إلى المدينة، وحالف بني الأشهل فسمَّاه قومه اليمان لأنَّه حالف اليمانية، هكذا قال ابن قتيبة في كتاب «المعارف» قتله المسلمون يوم أحد، ظنُّوه مشركًا، فتصدَّق حذيفة بدمه.


[1] كذا صورتها في الأصل، وتحتمل أيضاً:((فصل)).
[2] في الأصل:((وهو)).