التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم

          3650- قوله: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ) هو بنون وضاد معجمة، وقد وقع إسحاق غير منسوب عن النَّضر هنا وفي موضعين من الصَّلاة وفي تفسير سورة البقرة وفي اللِّباس والأدب وخبر الواحد، ونسبه أبو عليٍّ ابن السَّكن في باب من لم يرَ الوضوء إلَّا من المخرجين، فقال: إسحاق بن منصور _يعني الكَوسَج_ ذكره في حديث الذي أرسل إليه النَّبيُّ صلعم فجاء ورأسه يقطر.وقال أبو نصرٍ الْكَلَابَاذِيُّ: النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ يروي عن إسحاق بن إبراهيم الحنظليُّ بن راهويه وإسحاق بن منصور الكَوسَج.
          قوله: (أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ عَنْ زَهْدَمَ بْنَ مُضَرِّبٍ) أبو جمرة هذا _بجيم وراء مهملة_ هو نصر بن عمران الضُّبَعيُّ اليزنيُّ البصريُّ، يروي عن ابن عبَّاس وأنس وزَهْدَمَ، وعنه شعبة وأبو التَّيِّاح يزيد بن حميد الضُّبَعيُّ، تُوفِّيَ أبو جمرة سنة ثمان وعشرين ومائة.
          قوله: (وَيَخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ) أي: يخونون خيانة ظاهرة بحيث لا يبقى معها اعتماد النَّاس عليه.
          قوله: (وَيَنْذرُونَ) بكسر الذَّال المعجمة وضمِّها (وَلاَ يُوفُونَ).
          قوله: (وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ) أي: يكثرون (1) ما ليس فيهم من السَّرف، أو يجمعون الأموال، وقيل: يُحِبُّون التَّوسُّع في المآكل والمشارب، وهي أسباب السِّمن، وعلى هذا اقتصر القاضي فقال: ((وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ)) أي: السِّمانة، والسِّمن كثرة اللَّحم، يريد أنَّه الغالب عليهم وإِنْ كان فيهم غير سمين فقليل، ألا تراه قال في رواية: ((وَيَكْثُرُ فِيهِمُ)) وأيضًا فإنَّ هؤلاء يستحسنونه خلاف من هو فيه خلقة كما قال: ((وَيُحِبُّوْنَ السِّمَانَةَ)) لأنَّه من كثرة الأكل وليس من صفات الكرماء في الرِّجال.قال الكِرْمَانِيُّ: أو يغفلون عن أمر الدِّين ويقلِّلون الاهتمام به؛ لأنَّ الغالب على السَّمين أنه لا يهتم بالرِّياضة والظَّاهر أنَّه حقيقة في معناه، وقالوا: المذمومة منه ما يُستكسَبُ وأمَّا الخَلْقِيُّ فلا.


[1] صورتها في الأصل:((ينكرون)).