التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب مناقب سعد بن أبي وقاص

          ░15▒ (بَابُ مَنَاقِبِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ).
          واسمه مالك بن وهيب، ويُقَالُ: أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب الزُّهريُّ القرشيُّ أحد العشرة المبشَّرة بالجنَّة وفارس الإسلام، أسلم على يد أبي بكر الصِّدِّيق وهو ابن سبع عشرة سنة.قال ولد عامر قال: (إنِّي لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا ثُلُثُ الإِسْلاَمِ) كما يأتي عن الحديث الثَّاني، وفي الحديث الرَّابع: (ولقد مكثت سبعة أيَّام وأنا ثلث الإسلام) وسيأتي ما في قوله ذلك.
          كان قصيرًا غليظًا ذا هامة، شتَّى الأصابع آدم أفطس أشعر الجسد، فتح مدائن كسرى وكوَّف الكوفة، له عن رسول الله صلعم مائتا حديث وأحد وسبعون حديثًا، اتَّفق الشَّيخان عنه في خمسة عشر حديثًا وانفرد البخاريُّ بخمسة أحاديث وانفرد مسلم بثمانية عشر حديثًا، مات في قصره بالعقيق قريبًا من المدينة، فحُمِلَ على رقاب الرِّجال إلى المدينة وذلك في سنة خمس وخمسين، وقيل: سنة ستٍّ أو سبع وخمسين، وقيل: سنة ثمان وخمسين، وله بضع وسبعون سنة، وقيل: اثنان وثمانون، وهو آخر العشرة موتًا ودُفِنَ بالبقيع.
          أوصى أن يُكفَّنَ في جبَّة صوف قاتل فيها يوم بدر، قيل: إنَّ تركته مائتا ألف وخمسين، وكانت وفاته في خلافة معاوية، دعا له النَّبيُّ صلعم أن يسدِّد الله سهمه وأن يجيب دعوته فكان دعاؤه أسرع الدُّعاء إجابة، وفي / الحديث أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: ((احذروا دعوة سعد)).
          والوقَّاص في اللُّغة وَاحِدُ الْوَقَاقِيصِ، وَهِيَ شِبَاكٌ يُصْطَادُ بِهَا الطَّيْرُ، ذكره السُّهيليُّ.