التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب مناقب علي بن أبي طالب

          ░9▒ (بَابُ مَنَاقِبِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ).
          ابن عبد المطَّلب بن هاشم أمير المؤمنين أبو الحسن وأبو تراب رابع الخلفاء الرَّاشدين وأحد العشرة المبشَّرة بالجنَّة وأوَّل من أسلم من الذُّكور في أكثر الأقوال، وكان حين أسلم ابن خمس عشرة سنة، وقيل: أربع عشرة، وقيل: ثلاث عشرة، وقيل: ثمان سنين، وقيل: سبع سنين، وقيل: عشر سنين.
          أمُّه فاطمة بنت أسد بن هاشم، وهي أوَّل هاشميَّة من كبار الصَّحابيَّات، ولدته بشعب بني هاشم، كان آدم شديد الأدمة عظيم العينين أقرب إلى القصر منه إلى الطُّول ذا بطن، كثير الشَّعر عريض اللِّحية، بُويِعَ له بالخلافة في اليوم الذي مات فيه عثمان فأقام في الخلافة أربع سنين وتسعة أشهر وثمانية أيَّام.
          له عن رسول الله صلعم خمسمائة حديث وستَّة وثمانون حديثًا، اتَّفق الشَّيخان عنه في عشرين وانفرد البخاريُّ عنه بتسعة أحاديث بعضها موقوف، وانفرد مسلم بخمسة عشر حديثًا، قُتِلَ شهيدًا على يد عبد الرَّحمن بن ملجم ليلة الجمعة لثمان عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، وتُوفِّيَ أوَّل ليلة من العشر الأخير فيما ذكره العلائيُّ.وقال: مُغْلَطاي: ليلة سابع وعشرين رمضان سنة أربعين، قال: وفي «تاريخ» ابن أبي عاصم سنة تسع وثلاثين وفيه غرابة، وله ثلاث وستُّون سنة، ودُفِنَ بمسجد الكوفة، وقيل: حُمِلَ إلى المدينة فدُفِنَ عند فاطمة، وقيل: غير ذلك، كانت في خلافته وقعة الجمل، وابن حزم / ينكرها.قال مُغْلَطاي: وفيما قاله نظر.واسم أبي طالب عبد مناف، كان عليٌّ ☺ أصغر من أخيه جعفر بعشر سنين، وجعفر أصغر من عقيل بعشر سنين، وعقيل أصغر من طالب بعشر سنين، ذكره في «الرَّوض».
          قوله: (وَقَالَ صلعم لِعَلِيٍّ ☺: أَنْتَ مِنِّي) تُسَمَّى هذه بمن الأنصاريَّة، وهذا التَّعليق أسنده من بعد من حديث البراء قال: (خرج النَّبيُّ صلعم مِنْ مَكَّةَ فَاتَّبَعَتْهُ ابْنَةُ حَمْزَةَ) وذكر اختصام جعفر وزيد وعليٍّ وفيه ذلك.
          وسبق مطوَّلًا في الصُّلح، وأخرجه التِّرمذيُّ من حديث عمران بن حصين بلفظ: ((إنَّ عليًّا منِّي وأنا منه، وهو وليُّ كلِّ مؤمن من بعدي)) ثمَّ قال: حسن غريب لا نعرفه إلَّا من حديث جعفر بن سليمان.
          قوله: (وَقَالَ عُمَرُ: تُوفِّيَ رسول الله صلعم وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ) هذا تقدَّم مسندًا في الباب قبله.