التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: ائذن له وبشره بالجنة

          3674- قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ) بالصَّرف وعدمه هو التِّنِّيْسِيُّ، مات سنة ثمان ومائتين.
          قوله: (عَنْ شَرِيكِ) هو ابن عبد الله بْنِ أَبِي نَمِرٍ، أُنكِرَ على الشَّيخين إخراج حديثه في الإسراء، وقال النَّسائيُّ: ليس بالقويِّ، مات سنة أربعين ومائة.
          قوله: (أَخْبَرَنِي أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ) هو عبد الله بن قيس.
          قوله: (أَنَّهُ جَاءَ المَسْجِدَ فَسَأَلَ عَنِ النَّبيِّ صلعم ، فَقَالُوا: خَرَجَ وَوَجَّهَ هَاهُنَا) المشهور في الرِّواية (وَجَّهَ) بتشديد الجيم، وضبط بعضهم بإسكانها، وحكى القاضي وجهين، ونقل الأوَّل عن الجمهور ورجَّح الثَّاني لوجود (خَرَجَ) أي: قصد هذه الجهة.
          قوله: (حَتَّى دَخَلَ بِئْرَ أَرِيسٍ) بسين مهملة وهمزة مفتوحة وراء مكسورة ومثنَّاة من تحت ساكنة، و(بِئْرَ أَرِيسٍ) هو الذي وقع فيه خاتم النَّبيِّ صلعم من يد عثمان، ونزحوه أيَّامًا فلم يجدوه، وأَرِيس بستان بالمدينة، وهو منصرف فإن جعله اسمًا لتلك البقعة فهو غير مصروف، قاله الكِرْمَانِيُّ، وبئر أَرِيسٍ بئر معروفة قريبة من مسجد قباء بالقرب من المدينة، وأمَّا أَرِيس فموضع بالمدينة عليه مال لعثمان، ويُطلَقُ الأريس على الأكَّار، وقد صرَّح بإطلاقه عليه ابن الأعرابيِّ، وكان في الزَّمن الأوَّل رجل يُقَالُ له عبد الله بن (1) أريس، بعث الله نبيًّا فحالفه هو وأتباعه / كما قال ذلك أبو عبيدة، وتقدَّم عنه في قوله: ((فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيْسيِيِّنَ)).
          قوله: (وَتَوَسَّطَ قُفَّهَا) هو بضمِّ القاف وتشديد الفاء، هي الدُّكَّة المبنيَّة حول رأس البئر، وأصله ما ارتفع وغلظ من الأرض، وقيل: قفُّ البئر حاشية البئر، ويُجمَعُ على قفاف، والْقُفُّ أيضًا حجر في وسط البئر، وهو أيضًا مصبُّها، أي: مصبُّ الدَّلو.
          قوله: (وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ وَدَلَّاهُمَا) أي: أرسلهما.
          قوله: (فَقُلْتُ لَأَكُونَنَّ الَيَوْمَ بَوَّابَ رَسُولِ اللهِ صلعم) هذا لا يخالف ما سنذكره في مناقب عثمان من قوله: (وَأَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلعم بِحِفْظِ بَابِ الحَائِطِ) خلافًا للدَّاوديِّ، فإنَّ كونه بوَّابًا ناشئ عن أمر رسول الله صلعم ، فيكون قاله أوَّلًا من عند نفسه ثمَّ استأذنه فأمره بحفظه، فلا اختلاف حينئذ (فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ) بكسر الرَّاء، أي: على هَيْنَتَكَ، وهو من أسماء الأفعال بمعنى اتئد، قاله الكِرْمَانِيُّ، وقال غيره: بفتح الرَّاء وكسرها والكسر أشهر، ومعناه تأنَّ.
          قوله: في عثمان (وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ) هي البليَّة التي صار لها شهيد الدَّار، و(عَلَى) قيل: إنَّها هنا بمعنى مع، أي: بشِّره بالجنَّة مع بلوى تصيبه، قال الطِّيبيُّ: إذا جُعِلَتْ على متعلِّقة بالجنَّة يكون المبشَّر به مركَّبًا، وإذا جُعِلَ حالًا من ضمير المفعول كانت البشارة مقارنة للإنذار ولا يكون المبشَّر به مركَّبًا وهو الظَّاهر، و(عَلَى) بمعناه، ويؤيده قوله: (الله المستعان) أي: على ما أنذر به صلعم ، فإنَّ ما أخبر به من البلاء يصيبني لا محالة فبالله أستعين على مرارة الصَّبر عليه وشدَّة مقاساته.
          قوله: (وَتَرَكْتُ أَخِي يَتَوَضَّأُ وَيَلْحَقُنِي) كان له أخوان أحدهما أبو بردة والآخر أبو زهم، فالله أعلم أيُّهما كان أراده.
          قوله: (فَجَلَسَ وِجَاهَهُ) بضمِّ الواو وكسرها، أي: قبالته.
          قوله: (قَالَ سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ: فَأَوَّلْتُهَا قُبُورَهُمْ) التَّأويل بالقبور من جهة كونهما مصاحبين له في الحضرة المباركة لا من جهة أنَّ أحدهما في اليمين والآخر في اليسار، وعثمان في البقيع مقابلًا لهم وهذا من الفراسة الصَّادقة.


[1] صورتها في الأصل:((من)).