التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: انتدب لها رجل ذو عز ومنعة في قوة كأبي زمعة

          3377- قوله: (حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ): تَقَدَّمَ مرارًا أنَّه عبدُ الله بن الزُّبَير، وأنَّه أوَّلُ شيخٍ حدَّث(1) عنه البُخاريُّ في هذا «الصحيح»، وتَقَدَّمَ في أوَّل هذا التعليق ترجمتُه، والكلام على نسبته الحُمَيديِّ [خ¦1]، وتَقَدَّمَ أنِّ (سُفْيَان) بعده: هو ابنُ عُيَيْنَة.
          قوله: (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنَ زَمْـَعَةَ): هو عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المُطَّلِب بن أسد بن عبد العُزَّى الأسَديُّ، له صحبةٌ وروايةٌ، وكان يأذن على النَّبيِّ صلعم، تُوُفِّيَ النَّبيُّ صلعم وهو ابنُ خمسَ عشرةَ سنةً، وهو ابنُ أختِ أمِّ سلمة زوجِ النَّبيِّ صلعم، روى عنه: عروةُ وأبو بكر بنُ عبدِ الرَّحْمَن، وقد روى عن خالتِه ♦، أخرج له الجماعةُ وأحمدُ في «المسند»، ☺.
          قوله: (كَأَبِي زَمْعَةَ): قال الدِّمْيَاطيُّ: (الأسود بن المُطَّلِب بن أسد بن عبد العُزَّى بن قصيٍّ، جدُّ عبد الله بن زَمعة بن الأسود، قُتِل زَمعة يوم بدر كافرًا)، انتهى، وقد وقع في هذا الحديث شيءٌ في (سورة {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}) نبَّه عليه الدِّمْيَاطيُّ؛ فانظره في مكانه، وأذكر عنه جوابًا إن شاء الله تعالى [خ¦4942]، قال شيخُنا: (وادَّعى القرطبيُّ أنَّ أبا زَمعة هذا يحتمل أن يكون البَلَويَّ، وهو ممَّن بايع تحت الشجرة، وتُوُفِّيَ بإفريقيَّة مع معاوية بن حُدَيج، فإن كان إيَّاه؛ فإنَّه شبَّهه بالعاقر في عزَّة قومه، وسبقه إليه ابنُ العربيِّ وغيره، وقد أسلفناه)، انتهى، وهذا فيه نظرٌ، وسيأتي في (تفسير {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}): (مثلُ أبي زَمعة عمِّ الزُّبَير بن العَوَّام) [خ¦4942]، وإن كان هذا القدر فيه كلامٌ للدمياطيِّ؛ كونَه قال: (عمِّ الزُّبَير، وإنَّما هو ابن عمِّه)، والله أعلم.
          قوله: (وَذَكَرَ الَّذِي عَقَرَ النَّاقَةَ): عاقرها هو قُدَار بن سَالِفٍ، وهو بضَمِّ القاف، وتخفيف الدال المُهْمَلَة، وفي آخره راء، وسالف: بالسين المُهْمَلَة(2)، وبعد الألف لامٌ مكسورةٌ، ثُمَّ فاء، مصروفٌ، يقال له: أُحَيمِر ثمودَ، وكان أشقرَ أزرقَ قصيرًا، وفي «غرر التِّبيان» لابن جماعة: (اسمه مصدع)، وإنَّما شَرَكَه فيها مصدع، وسأذكر ذلك مع زيادة في {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} إن شاء الله تعالى [خ¦4942].
          قوله: (انْتَدَبَ لَهَا): معناه: قام بسرعة.
          قوله: (وَمَنَعَةٍ): تَقَدَّمَ [خ¦240] أنَّه بفتح النون، وتُسَكَّن، عن ابن السِّكِّيت.
          قوله: (كَأَبِي زَمْعَةَ): تَقَدَّمَ أعلاه.


[1] في (ب): (روى).
[2] (المهملة): سقط من (ب).