التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: من أكل ثومًا أو بصلًا فليعتزلنا

          855- قوله: (حَدَّثَنَا سَعِيدُ ابْنُ عُفَيْرٍ): تقدَّم أنَّ (عُفَيرًا) بضمِّ العين المهملة، وفتح الفاء، مُصغَّرًا، وقد تقدَّم (ابْنُ وَهْبٍ): أنَّه عبد الله، وكذا (يُونُس): أنَّه ابن يزيدَ الأيليُّ، و(ابْن شِهَابٍ): أنَّه مُحَمَّد بن مُسْلم بن عُبَيد الله بن عَبد الله بن شهاب الزُّهريُّ، العالمُ المشهورُ، وكذا (عَطَاءٌ): هو ابن أبي رباح، والله أعلم.
          قوله: (زَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صلعم): (زعم) معناه: قال؛ وهو القول على غير تيقُّنٍ ويقينٍ وتحقيق، ومنه: (بئس مَطيَّةُ الرجل زعموا)، وقال النَّوويُّ في «شرح مسلم» في (الإيمان): (فقوله: «زعم» و«تزعم» مع تصديق رسول الله صلعم إيَّاه دليلٌ على أنَّ «زعم» ليس مخصوصًا بالكذبِ والقولِ المشكوك فيه، بل يكون أيضًا في القول المُحقَّق والصِّدق الذي لا شكَّ فيه، وقد جاء من هذا كثيرٌ في الأحاديث، وعن النَّبيِّ صلعم قال: «زعم جبريل كذا»، وقد أكثر سيبويه _وهو إمام العربيَّة_ في «كتابه» _الذي هو إمام كتب العربيَّة_ مِن قوله: «زعم الخليل»، «زعم أبو الخطَّاب»؛ يريد بذلك القولَ المُحقَّق، وقد نقل ذلك جماعاتٌ من أهل اللُّغة وغيرهم، ونقله أبو عُمر الزَّاهد في شرحه «الفصيح» عن شيخه أبي العبَّاس ثعلب، عن العلماء باللُّغة من الكوفيِّين والبصريِّين، والله أعلم) انتهى.
          قوله: (وَأَنَّ النَّبِيَّ صلعم): (أنَّ): بفتح همزتها، معطوفٌ على ما قبله، وهذا ظاهرٌ جدًّا.
          قوله: (أُتِيَ بِقِدْرٍ): تقدَّم أنَّ (أُتِي) مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، وتقدَّم الكلام [على] (بِقدر)، أو (بِبَدْرٍ) أعلاه، وكذا (فِيهِ خَضِرَاتٌ) [خ¦854].
          قوله: (إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ): (بعض أصحابه): هو أبو أيُّوب الأنصاريُّ، كذا أحفظه، وكذا رأيته مُصرَّحًا به في «مسلم» في (الأطعمة).