التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب الجمع بين السورتين في الركعة

          قوله: (باب الْجَمْعِ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ...) إلى آخر الترجمة: موضعُ الاستشهاد على القراءة بالخواتيم قولُ قتادة في الذي يقسم السورة، فيقرأ في الثانية بنصفها الثاني: (كُلٌّ كِتَابُ اللهِ).
          قوله: (وَيُذْكَرُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ): (يُذكَر): مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعلُه، وقد تقدَّم أنَّ هذا تعليقٌ بصيغة تمريض؛ لضعفه عنده، و(عبد الله بن السائب): هو عبد الله بن السائب بن أبي السائب صيفيِّ بن عابد المخزوميُّ، قارئ مكَّة، له صحبةٌ، قرأ على أُبيِّ بن كعب، عنه: عطاء ومجاهد، تُوُفِّيَ(1) قبل ابنِ الزُّبير عبدِ الله بيسير، وتُوُفِّيَ ابن الزبير سنة ثلاث وسبعين، أخرج له مسلمٌ والأربعةُ، وهذا التعليق أخرجه مسلم، وقال: (بمكَّة)، وعند أبي داود: (الشكُّ من مُحَمَّد بن عبَّاد بن جعفر)، وعند ابن ماجه: (فلمَّا بلغَ ذِكْرَ عيسى وأمِّه؛ أخذته سعلة)، أو قال: (شهقة)، وفي رواية: (شرقة)، وعند الطَّبرانيِّ: (يوم الفتح).
          قوله: (حَتَّى إِذَا جَاءَ ذِكْرُ مُوسَى وَهَارُونَ): (ذكرُ): مَرْفوعٌ فاعل (جاء).
          قوله: (أَخَذَتْهُ سَعْلَةٌ): هي بفتح السِّين، كما قيَّدها النَّوويُّ في «شرح مسلم»، وقال شيخنا الشَّارح عن ابن التِّين: (إنَّه قال: بفتح السِّين، كذا رويناه، وروي: بضمِّها).
          قوله: (وَقَرَأَ الأَحْنَفُ): هو الأحنف بن قيس بن معاوية بن حصين، أبو بحر التميميُّ السعديُّ البصريُّ، واسمه الضَّحَّاك، وقيل: صخر، لم يرَ النَّبيَّ صلعم، ويُروى: أنَّ النَّبيَّ صلعم دعا له، عن عُمر، وعثمان، وعليٍّ، وابن مسعود، وأبي ذرٍّ، وطلحة، والزبير، وجماعةٍ، وعنه: الحسنُ، وحُميد بن هلال، وجماعةٌ، وكان سيِّدًا نبيلًا، قال أحمد العجليُّ: (بصريٌّ ثقة)، تُوُفِّيَ سنة سبع وستِّين، وقيل: سنة اثنتين وسبعين.
          قوله: (مِنَ الْمُفَصَّلِ): قدَّمتُ فيه عشرة أقوال؛ فانظرها [خ¦701]، والأصحُّ: من (الحجرات) إلى آخر القرآن.
          قوله: (وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ...) الحديث: هذا هو عُبَيد الله بن عُمَرَ بن حفص ابن عاصم بن عُمَرَ بن الخطَّاب، أبو عثمان العُمَريُّ، تقدَّم بعضُ ترجمتِه [خ¦588]، قال الدِّمياطيُّ: (رواه التِّرمذيُّ عنِ البُخاريِّ، عنِ ابنِ أبي أويس، عن عبد العزيز بن مُحَمَّد، عن عُبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب، وقال: «حسن غريب من حديث عبيد الله») انتهى، زاد الحافظ جمال الدين المِزِّيُّ في «أطرافه»: (رواه يحيى بن أبي طالب، عن إسماعيل بن أبي أويس، عن عبد العزيز بن مُحَمَّد وسليمان بن بلال؛ كلاهما عن عُبيد الله بن عمر)، انتهى.
          قوله: (كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ): هذا الرجل اسمه كلثوم بن الهِدْم، قال شيخنا الشَّارح: (ذكره أبو موسى المدينيُّ في «الصَّحابة»)، انتهى، [وقال بعض حُفَّاظ العصر: (هو كلثوم بن الهدْم، وقيل: كرز بن زهدم، كذا رأيته بِخَطِّ الرشيد العطَّار نقلًا عن «صفة التصوُّف» لابن طاهر). انتهى.
          تنبيه: كرز بن زهدم هذا: لا أعرفه أنا في الصَّحابة، وفيهم من اسمه كرز جماعةٌ، ولكن كرز بن زهدم لا أعرفه، والله أعلم]
(2).
          قال الذَّهبيُّ: (كلثوم بن الهِدْم الأنصاريُّ الأوسيُّ، أحد بني عمرو بن عوف، نزل عليه النَّبيُّ صلعم والصَّحابة(3) بقباء، وكان شيخ بني عمرو بن عوف، أسلم وقد شاخ، وتُوُفِّيَ قبل بدر بيسير، ثمَّ أسعد بن زرارة) انتهى لفظه.
          وسيأتي(4) فيه خلافٌ أنَّه حين نزل ╕ عليه كان مسلمًا أم أسلم بعد النزول؟ [خ¦3906]، وقد ذَكَر أبو عُمَر كلثومًا في الصَّحابة، وذَكَر الخلافَ في نزوله ╕ عليه(5)، وما يتعلَّق به، ووفاته.
          قال شيخنا: (قال ابن بشكوال: إنَّ هذا الرجل الذي كان يقرأ لأصحابه قتادة بن النُّعْمان الظفريُّ) انتهى(6)، والذي رأيته في «مبهمات ابن بشكوال» من حديث أبي سعيد: أنَّ المُتَقالَّ هو قتادة بن النُّعْمان، وعزاه للعثمانيِّ في «الصَّحابة»، والذي هنا من حديث أنس، وكذا انتقده ابن شيخِنا البلقينيِّ، وقد(7) ذكرهما ابن شيخِنا البلقينيِّ عن بعض الشروح، ولعلَّه(8) أراد: شرح شيخنا، قال: (ولم أقف على ذلك في «ابن بشكوال»).
          قوله: (فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ): تقدَّم ما في (قباء) من اللُّغات غيرَ مَرَّةٍ [خ¦403] [خ¦551] [خ¦692].
          قوله: (فَإِمَّا تَقْرَأُ [بِهَا] وإِمَّا أَنْ تَدَعَهَا): (إمَّا) في الموضعين: بكسر الهمزة، وتشديد الميم.
          قوله: (وَكَانُوا يُرَوْنَه): هو بضمِّ أوَّله؛ أي: يظنُّونه، وهذا ظاهرٌ.


[1] في (ب) و(ج): (وتُوُفِّيَ).
[2] ما بين معقوفين سقط من (ج).
[3] في (ب) و(ج): (وأصحابه).
[4] زيد في النسخ -وهو مستدرك في (أ)-: (وتقدَّم)، ولم يتقدَّم.
[5] (عليه): سقط من (ب).
[6] (قال شيخنا): سقط من (ج)، و«التوضيح» ░7/107▒.
[7] في (ج): (وكذا).
[8] في (ج): (ونقله).