التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب من قال: ليؤذن في السفر مؤذن واحد

          (بَابُ مَنْ قَالَ: لِيُؤَذِّنْ فِي السَّفَرِ مُؤَذِّنٌ وَاحِدٌ)... إلى (بَاب وُجُوبِ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ)
          ذكر فيه حديث مالك بن الحويرث قال: «ارجعوا فكونوا فيهم، وعلِّموهم وصلُّوا، فإذا حضرتِ الصَّلاةُ، فليُؤذِّن لكم أحدُكم...» الحديث، ترجم على ذلك: أذان المسافر، وأتى بهذا، وإنَّما بيَّن لهم حالَهم إذا وصلوا أهلهم، وحينئذٍ [قال]: «فإذا حضرت الصَّلاة؛ فليؤذِّن لكم أحدُكم»، غير أنَّ له ألَّا يجعل(1) الكلام قاصرًا على وصولهم إلى أهليهم، بل عامًّا في أحوالهم مِن خروجهم مِن عنده.
          وفائدة التَّرجمة: التنبيهُ على أنَّ واحدًا من المسافرين يكفي أذانُه دون بقيَّة الرِّفْقة؛ لئلَّا يُتخيَّل أنَّه لا يكفي الأذانُ إلَّا مِن جميعهم، وقد قال في هذا الحديث في التَّرجمة التي بعد هذه: (أذِّنا وأَقِيما) [خ¦630]، فبيَّن بهذه الترجمة أنَّ التَّعدُّد ليس شرطًا، قاله بنحوه ابن المُنَيِّر في «تراجمه».


[1] في (ج): (تجعل).