التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب:من شكا إمامه إذا طول

          قوله: (وَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: طَوَّلْتَ بِنَا يَا بُنَيَّ): (أبو أُسَيد): بضمِّ الهمزة، وفتح السِّين، قال ابن قُرقُول: فأمَّا («أبو أُسَيد» _يعني: كما قيَّدته_ فأبو أُسَيد السَّاعديُّ، واسمه مالك بن ربيعة بن البَدن(1)، وله(2) ابنان(3)؛ حمزةُ والمنذرُ _وهو المُطوِّل كما سيأتي_ وابنه الزُّبير بن المنذر، كلُّهم في «الصَّحيحين»، ومثله: أُسَيد بن الحُضَير، هؤلاء بالضَّمِّ عند جمهور العلماء، إلَّا ابن مهديٍّ يقول في أبي أُسَيد: أَسِيد، بفتح الهمزة، وكسر السِّين، خلافًا للنَّاس، وبالضَّمِّ قاله عبد الرَّزَّاق، ومعمر، وأحمد ابن حنبل، ووقع للحمُّوي [خ¦2900]: «حمزة بن أبي أَسِيد»؛ بفتح الهمزة، وعند المستملي في «الصَّلاة»: «قال أبو أَسِيد: طوَّلت بنا يا بنيَّ» [خ¦10/63-1121]، وغيرُهما يقول بالضَّمِّ على الصَّواب)، انتهى، وكذا ذكر الخلافَ في أبي أُسَيد هذا جماعةٌ من الحُفَّاظ، وصوَّبوا ضمَّ الهمزة، وفتح السِّين، والله أعلم، و(أبو أُسَيد) هذا: صحابيٌّ مشهور، بدريٌّ جليلٌ ☺، تُوُفِّيَ سنة ستِّين، وفي قول الواقديِّ وخليفة: (سنة ثلاثين)، أخرج له الجماعة.
          قوله: (وَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: طَوَّلْتَ بِنَا يَا بُنَيَّ): قال شيخُنا الشَّارحُ: (هذا التَّعليق أسنده ابن أبي شيبة عن وكيع: حدَّثنا عبد الرَّحمن بن سليمان ابن الغَسِيل: حدَّثني المنذر بن أبي أُسَيد الأنصاريُّ قال: كان أَبِي يُصلِّي خلفي، فربَّما قال: يا بُنَيَّ، طوَّلتَ بنا اليوم)، وإنَّما ذكرت أنا هذا التعليقَ؛ لأنَّ منه يُستفاد اسم الابنِ المُطوِّلِ، والله أعلم.


[1] في (ب): (بدن).
[2] (وله): سقط من (ج).
[3] في (ج): (وبنوه).