شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب ما يتقى من شؤم المرأة

          ░17▒ بَابُ مَا يُتَّقَى مِنْ شُؤْمِ المَرْأَةِ
          وَقَوْلِهِ تعالى: {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ} الآية[التغابن:14].
          فيهِ ابنُ عُمَرَ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم: (الشُّؤْمُ / في: المَرْأَةِ وَالدَّارِ وَالفَرَسِ)، وقَالَ ابنٌ عُمَرَ: (ذُكِرَ الشُّؤْمُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلعم فَقَالَ: إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيءٍ، فَفِي: الدَّارِ وَالمَرأَةِ وَالفَرَسِ). [خ¦5093]
          فيهِ(1) أُسَامَةُ: قَالَ ◙(2): (مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ). [خ¦5096]
          قد تقدَّم الكلامُ(3) في معنى أحاديث الشُّؤم في كتاب الجهاد في باب ما يُذكر مِنْ شؤم الفَرَس، فأغنى عن إعادته [خ¦2858] [خ¦2859]، وسيأتي في كتاب الطِّبِّ في بابِ الطِّيَرَةِ ردُّ قولِ مَنْ زَعَمَ أنَّ أحاديثَ الشُّؤم تُعَارِضُ نهيه ◙ عَنِ الطِّيَرَة، ونفي التَّعَارُضِ عنها، وتوجيهها(4) على ما يليق بها إنْ شاءَ اللهُ [خ¦5753].
          وفي حديث أُسَامَةُ أنَّ فتنةَ النِّساءِ أعظم الفتن مخافة على العباد؛ لأنَّه ◙ عمَّ(5) جميع الفتن بقوله: (مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ)، ويشهدُ لصحَّة هذا الحديث قولُ الله ╡: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالبَنِينَ وَالقَنَاطِيرِ المُقَنطَرَةِ}(6) الآية[آل عِمْرَانَ:14]، فقدَّم النِّساء على جميع الشَّهوات، وقد رُوِيَ عنْ بعضِ أمَّهات المؤمنين أنَّها قالت: مِنْ شقائنا قُدِّمنا على جميع الشَّهوات.
          فالمحنة بالنِّساء أعظمُ المحن على قدر الفتنة بهنَّ، وقد أخبر الله تعالى مع ذلك أنَّ منهنَّ لنا عدوًّا، فينبغي للمؤمن الاعتصام بالله ╡، والرَّغبة إليه في النَّجاة مِنْ فتنتهنَّ، والسَّلامة مِنْ شَرِّهُنَّ، وقد رُوِيَ في(7) الحديث: ((أنَّه لَمَّا خلق الله تعالى المرأة فَرِحَ الشَّيطان فرحًا عظيمًا، وقالَ: هذه حُبَالَتِي الَّتي لا يَكَادُ يُخْطِئُنِي مَنْ نَصَبْتُهَا لَهُ)).


[1] في (ز): ((وفيه)).
[2] في (ز): ((النَّبيُّ صلعم)).
[3] قوله: ((الكلام)) ليس في (ص).
[4] في (ص): ((وتوجُّهها)).
[5] في (ز): ((عمَّم)).
[6] قوله: ((والقناطير المقنطرة)) ليس في (ص).
[7] زاد في (ز): ((هذا)).