شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب: من هاجر أو عمل خيرًا لتزويج امرأة فله ما نوى

          ░5▒ بابُ مَنْ هَاجَرَ أَوْ عَمِلَ خَيْرًا لِتَزْوِيجِ امْرَأَةٍ فَلَهُ مَا نَوَى
          فيهِ عُمَرُ(1): قَالَ النَّبِيُّ صلعم: (العَمَلُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لامْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ). [خ¦5070]
          قال مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الآجرِّيُّ: لَمَّا هاجرَ النَّبيُّ صلعم مِنْ مكَّةَ إلى المدينةِ وجبَ على جميع المسلمين مِمَّن هو بمكَّةَ أنْ يُهاجروا، ويدعوا أهليهم وعشائرهم وديارهم، يريدون بذلك وجه الله، فكان النَّاس يهاجرون على هذا النَّعت، فخرج رجلٌ مِنْ مكَّةَ مهاجرًا في الظَّاهرِ قد شمله الطَّريق مع النَّاس، ولم(2) يكن مراده الله ╡ ورسوله ◙، وإنَّما كان مراده تزويج امرأةٍ مِنَ المهاجرات(3) قبله أراد تزويجها، فلم يعدَّ في المهاجرين، وسُمِّي مهاجر أُمِّ قَيْسٍ.


[1] في (ص) تحتمل: ((ابن عمر)).
[2] في (ز): ((فلم)).
[3] في (ز): ((المهاجرين)).